بعيون باكية على وطن يوشك على الانهيار

بعيون باكية على وطن يوشك على الانهيار

باسندوة يدشن رؤية الحوار للإنقاذ الوطني
* محمود شرف الدين
* النداء
رؤية الإنقاذ الوطني التي أعلنتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، أمس الأول الاثنين، حركت المياه الراكدة في علاقة المعارضة والسلطة وحزبها الحاكم المؤتمر الشعبي العام بعد جمود وصمت ومحدودية التراشق في التصريحات خلال الفترة الأخيرة أو بالأحرى منذ اندلاع الحرب السادسة في صعدة.
الوثيقة الجديدة التي أعلنتها المعارضة في مؤتمر صحفي قابلتها السلطة بسخرية بالغة وشنت ضد مضامينها حرباً برسائل الموبايل, فما إن انتهى المؤتمر الصحفي حتى سارع موقع سبتمبر نت بإرسال رسائل قصيرة عبر خدمة الموبايل إلى مشتركي خدمة سبتمبر موبايل بدأها برسالة خبرية نصها: "مصدر بالمعارضة: تشكيل حكومة إنقاذ وطني بفندق حدة برئاسة حميد الأحمر".
ثم ألحقتها برسالة أخرى تقول: مصدر مؤتمري: حكومة الإنقاذ نكتة ساذجة والمتحدثون عن الإنقاذ بحاجة إلى إنقاذ، الأمر الذي اعتبرته مصادر في المعارضة بالرد غير المسؤول، حيث لا يليق أن تتخذ خطوة وطنية جادة تسعى لإنقاذ الوطن من مخاطر جلبتها سياساتهم الفاشلة مجالا للتندر والسخرية، وفي وقت تدور فيه حرب طاحنة في صعدة والوضع في الجنوب على أشده مع الحراك وفعالياته الاحتجاجية السلمية. وأشارت إلى أنه من غير الجائز اتخاذ أوضاع الوطن مجالا للسخرية في حين يعج بأزمات عديدة.
وبنفس المضمون الساخر جاء الرد الرسمي عبر افتتاحية "الثورة" في عددها ليوم أمس الثلاثاء التي حملت عنوان: "من ينقذ الوطن منهم"، في إشارة إلى المشترك ومن ساهم معه في رؤية الإنقاذ المطروحة.
لجنة الحوار حملت في مؤتمرها الصحفي النظام القائم والرئيس شخصيا مسؤولية تبعات الأزمات القائمة في اليمن، وفي مقدمتها حرب صعدة والحراك الجنوبي.
واعتبر محمد سالم باسندوة، رئيس اللجنة، في كلمته التي ذرف خلالها دموع الحزن على حال الوطن وأوضاعه السيئة، ممارسات السلطة رعناء وتقود الوطن للهاوية، مشخصا أزمة الوطن بأنها خلاصة اختزال الدولة في شخص الرئيس. وقال إن احتقان الجماهير في عموم الساحة الوطنية بلغ ذروته نتيجة توغل الفساد واتساع رقعة الفقر والبطالة ونضوب المياه, وكثرة انقطاع الكهرباء في كافة المدن والقرى, وتدهور مستوى الخدمات، والافتقار إلى العديد من البنى التحتية، وغياب المساواة في المواطنة، وعدم سيادة النظام والقانون.
الشيخ حميد الأحمر أمين عام لجنة الحوار، حمل بدوره رئيس الجمهورية مسؤولية تبعات الأزمات الحالية التي تعصف باليمن. وفي ما يتعلق بآليات التنفيذ قال الأحمر إن اللجنة أقرت تشكيل 5 لجان حوارية من بين أعضائها، تتولى مهام الحوار مع الأطراف الرئيسية للأزمة الوطنية, وكذلك مع ذوي الاختصاص وفقا للرؤية الخاصة باللجنة التحضيرية. وهذه اللجان هي: لجنة القضية الجنوبية, لجنة صعدة, لجنة القضايا السياسية والدستورية، لجنة القضايا الاقتصادية والخدماتية، ولجنة قضايا الحقوق والحريات.