قتل شخص وإصابة ثلاثة في مظاهرات بسبب انقطاع المياه

قتل شخص وإصابة ثلاثة في مظاهرات بسبب انقطاع المياه

 أزمة مياه عدن عالجتها السلطات بالدماء
> عدن - ماهر الشعبي
تواصلت المظاهرات الاحتجاجية بمحافظة عدن، لليوم الخامس، على التوالي للمطالبة بالمياه.
وقالت مصادر محلية إن منطقة السيلة بمدينة الشيخ عثمان شهدت تظاهره احتجاجية ومصادمات مع رجال الأمن استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة أحد المتظاهرين بجروح متوسطة.
وأضافت أن رجال الأمن استخدموا الرصاص بعد أن قام المتظاهرون بقطع الطريق وإشعال الإطارات.
وتزامن مع مظاهرة السيلة مع اندلاع مظاهرة مماثلة وأحداث شغب في مدينة البريقة بعدن، دون أنباء عن سقوط ضحايا.
وتواصلت في عدد من مديريات محافظة عدن المظاهرات الاحتجاجية على عدم وصول المياه إلى منازلهم منذ أكثر من خمسة أيام والتي أطلقوا عليها "ثورة المياه".
وقال سعيد العاقل - أحد سكان مدينة المنصورة بعدن، إن الماء لم يأت إلى منزله منذ مطلع الأسبوع قبل الماضي, الأمر الذي اضطره وأفراد أسرته إلى اللجوء نحو الجيران, من القادرين على شراء "وايتات" أو لديهم خزانات سطحية, وذلك طلبا منهم لما يسد حاجة أسرته من الاستخدام الضروري للماء وسد احتياجات المطبخ والشرب. وأكد العاقل لـ"لنداء"، وهو أب لخمسة أولاد، أنه يضطر في أوقات كثيرة وطوال أيام الأسبوع الماضي, إلى شراء مياه المطبخ والشرب والاستخدام المنزلي, من البقالة.
محمد الجحافي، عامل في فندق الكورنيش بخورمكسر، قال إن الماء يظل منقطعا عن الفندق طوال ساعات النهار, ولا يأتي إلا بعد صلاة الفجر, ولعدة ساعات فقط. مشيرا إلى أنهم في الفندق يضطرون إلى شراء وايتات ماء بشكل مستمر, وحتى لا تفرغ خزانات الفندق السطحية.
وكانت محافظة عدن شهدت الأحد أيضاً أحداث شغب عمت معظم مديريات المحافظة في تظاهرات احتجاجية للمطالبة بالمياه هي الأعنف من نوعها أسفرت عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى في مصادمات دامية بين الأمن ومتظاهرين بخورمكسر.
وفرق الأمن، مساء الجمعة، تظاهرة مماثلة، ونفذ حملة اعتقالات بعد قيام المحتجين بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين خورمكسر والشيخ عثمان والمنصورة، وتعطلت حركة السير، ما دفع الأمن إلى التدخل لفك الطريق وتفريق المتظاهرين.
وجاءت هذه التظاهرة بالتزامن مع اندلاع تظاهرات مشابهة في مدينة المعلا ودار سعد والشيخ عثمان قام خلالها المتظاهرون بإغلاق الطرق وإشعال الإطارات في الشوارع، ولم تسفر عن وقوع أي إصابات بعد صدور توجيهات من قبل إدارة الأمن بسحب قوات الأمن من أمام المتظاهرين عقب سقوط قتيل تظاهرة خور مكسر لمنع حدوث مصادمات مشابهة.
وشوهد في عدد من تلك المديريات التي شهدت أحداث الشغب تعزيزات أمنية مكثفة في عدد من الجولات تم خلالها قطع بعض الطرق والمداخل حيث لا تزال تلك التعزيزات الأمنية متواجدة حتى صباح اليوم.
وقالت مصادر محلية في مدينة دار سعد بعدن إن عشرات المتظاهرين مساء أمس الأحد قاموا بقطع طريق عدن - تعز في "البساتين" لأكثر من 5 ساعات أشعلوا خلالها الإطارات في الشارع العام وقاموا باعتراض سيارة توزيع مياه معدنية والاستحواذ على عدد من كراتين المياه التي كانت تقلها.
وفي مدينة المعلا تظاهر العشرات من أبناء مناطق الشيخ إسحاق وحي اكتوبر وردفان مساء أمس الأحد وقاموا بإغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية بالحجارة وبراميل القمامة ومنع تنقل السيارات وإحراق الإطارات في الجولات بالإضافة إلى تفجير قنابل صوتيه تستخدم في الأفراح.
وأفادت المصادر بأن المتظاهرين قاموا برشق قوات الأمن بالحجارة قبل أن تأتي التوجيهات بانسحاب تلك القوات. كما شهدت مدينة القاهرة بالشيخ عثمان فجر الاثنين تظاهرات شارك فيها العشرات.
ويأتي تصاعد وتيرة احتجاجات ما بات يعرف بـ"ثورة المياه" بعدن بعد يومين من تناقل الصحف الرسمية المحلية تصريحات مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة عدن التي أعلن خلالها أن المياه ستصل إلى عموم مديريات المحافظة في غضون الساعات القادمة، وإعلان تدشين الضخ التجريبي لمشروع المياه في منطقة المناصرة بمحافظة لحج الذي يضم (12) بئراً جديدة بطاقة إنتاجية (20) ألف متر مكعب يومياً.
واتهم محافظ عدن، عدنان الجفري، خلال اجتماع موسع عقده لقيادة المحافظة، الاثنين، جرى خلاله مناقشة أسباب نقص إمدادات المياه في المحافظة والحلول الكفيلة بتوفير المياه للمواطنين دون انقطاع, اتهم أطرافا خفية لم يسمها بالوقوف وراء تأجيج الشارع بهدف استغلال أزمة المياه لإقلاق السكينة العامة في المحافظة تحت مسمى "البحث عن المياه".
وعلمت "النداء" أن القتيل يدعى حمدان على مربش، 20 عاما، فارق الحياة بعد نقله إلى مستشفي الجمهورية خورمكسر متأثراً بإصابته بعيار ناري أثناء تفريق التظاهرة، كما تم نقل 3 جرحى لم يتسن بعد التأكد من طبيعة تلك الإصابات.