لهذه الأسباب هبط ناديا حسان وشعب حضرموت!!.. انشغال المحافظين بالخطابات الرنانة.. وأشياء أخرى!!

* شفيع العبد
 هكذا هو الدوري اليمني لكرة القدم، يبدأ متأخراً وينتهي متأخراً عن نظريراته في بلدان العالم، بل إنه قد نال وبشرف رفيع لقب «أطول دوري في العالم». على أن الملاحظ في المواسم الأخيرة، وحتى نكون أكثر واقعية، فإنه منذ ولوج المشائخ إلى مبنى «جول» بات البيع والشراء ظاهرة تتحكم في نتائج الفرق وتتحكم في الهبوط تحديداً وتحدد مصير الفرق الهابطة. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن قيادات في الاتحاد اليمني العام قبلت على نفسها أن تمارس دور «الدلال» وسخرت مواقعها لخدمة أندية معينة تحظى بثقل سياسي منحها نفوذا رياضيا حتى وإن كانت سيرتها الذاتية خالية من ممارسة الرياضة!
 وقد كانت الأسابيع الأخيرة مساحة للتباري وفتح الباب للتواطؤ أمام الراغبين وبمباركة رسمية، ولم يجدوا صعوبة في تمرير رغباتهم في ظل إداريين وحكام وإعلاميين لم يتوانوا عن الوقوف إلى جانب المشائخ وشرعنة أخطائهم وتجاوزاتهم التي طفح بها كيل كرة القدم!
لا أقصد نادياً معيناً أو شخصية بذاتها بقدر ما هي ظاهرة باتت تسود في ملاعبنا، مع إيماني المطلق بأن الفرق الأربع التي هبطت إلى دوري المظاليم لم تكن الأسوأ في الدوري، كما أن من حالفهم حظ «المشائخ» في البقاء في الأضواء لم يكونوا الأفضل كذلك، بل إن العملية برمتها قد خضعت لمعايير غير أخلاقية ولا رياضية تحكمت فيها نزوات وأهواء شخصية.
الهابطون هم: شعب صنعاء، رشيد تعز، حسان أبين، وشعب حضرموت.
وسنحاول في هذه العجالة السريعة، إضافة إلى ما سبق، أن نعرج على أسباب هبوط فريقي حسان وشعب حضرموت، والتي قد يتفق معنا البعض ويختلف البعض الآخر حولها!!
بانتخاب المحافظين وبنهاية الانتخابات سارع بعض الزملاء إلى إطلاق وصف «المحافظ الرياضي» على عدد من المحافظين، وإن كان محافظ محافظة أبين احمد الميسري قد ناله نصيب الأسد من أقلام الزفة والذين اجتهدوا لإلصاق اللقب بالرجل بمناسبة وبدون مناسبة!
احمد الميسري وسالم الخنبشي لم يبذلا جهداً تجاه الرياضة في محافظتيهما الزاخرتين بالمواهب والحافلتين بتاريخ رياضي مشرف، وتناسيا في زحمة انشغالاتهما وملاحقاتهما لناشطي الحراك السلمي والزج بهم في السجون وقمع المهرجانات السلمية، أن هناك أندية تمثل محافظتيهما في دوري الأضواء!
لعل احمد الميسري لم يبال عندما وصل إلى مسامعه أن أحد لاعبي حسان باع «بقرته» من أجل إنقاذ فريقه من ضائقة مالية كادت تتسبب في عدم سفر الفريق إلى إحدى المحافظات لخوض مباراة هناك ضمن جولات الدوري. بل لعله عند وصول الخبر إليه كان ذاهباً لاجتماع لجنته الأمنية لمناقشة الترتيبات لمنع إقامة مهرجان سلمي، وواصل طريقه دون اكتراث لما يعانيه حسان. بل لعله نسي أيضاً أن معظم لاعبي حسان بدون وظائف ويلعبون مقابل رواتب ضئيلة جداً من ناديهم، هي أقل بكثير مما يحصل عليه لاعبون في أندية الدرجة الثانية!
سالم الخنبشي، محافظ حضرموت، لم يكن أحسن حالاً من «صاحبه»، فهو لم يكن يعلم أن معاناة فريق الشعب، الممثل الوحيد للمحافظة في الأضواء، قد بدأت منذ وقت مبكر في دور الذهاب، ولم يكن يدرك أيضاً أن الفريق تعاقب على تدريبه ثلاثة مدربين (التنزاني جمهوري موسى، خالد بن بريك، المصري مصطفى حسن). بل لعله أيضاً لم يدر أن الشعب توقف عن اللعب في بداية الدوري جراء الفيضانات التي اجتاحت حضرموت ودمرت أجزاء من ملعب بارادم بالديس. لعله كان مشغولاً بإجراء اتصالاته، حسب النكتة المتداولة، «اتصرف»، «انتبه انا جاي»! أو لعله مشغول بالتفكير في إيجاد آلية تحرم المهرجانات والاعتصامات بالمكلا!
صدقوني، إن غياب السلطة المحلية بمحافظتي أبين وحضرموت عن أوضاع الرياضة ووضع المعالجات اللازمة لها يعد السبب المباشر في هبوط الأندية هناك!
لو أنهم تعاملوا مع الموضوع بنفس الحماسة التي يواجهون بها المهرجانات والمسيرات، أو بنفس الحماسة التي تعامل بها محافظ أبين مع موضوع «إذاعة أبين» وإصراره على أحقيته في تعيين مديراً لها، لكانت النتائج غير الهبوط!
هبط ناديا حسان وشعب حضرموت، فماذا ستصنع السلطات المحلية هناك؟ أم أنها ستمارس نفس الدور: دور «المتفرج»؟!