عن المعسرين المتضامنين وكتبة التقارير

عن المعسرين المتضامنين وكتبة التقارير

* سامي غالب
تستأنف «النداء» الصدور بدءاً من هذا الأسبوع بعد غياب قسري امتد 7 أسابيع.
في 4 مايو الماضي اتخذت وزارة الاعلام جملة من الاجراءات ضد 8 صحف مستقلة بدأت بقرار حجز إداري، غير قانوني، أدى إلى مصادرة أعداد هذه الصحف من الأكشاك، وحشر ناشريها ومحرريها، وحتى موزعيها، في خانة أعداء الوحدة اليمنية.
وإلى قرار الحجز الإداري، شرعت نيابة الصحافة في استجواب العشرات من الصحفيين والكتاب، بينهم 4 من أسرة «النداء»، بتهم خطيرة كالتحريض على العصيان المسلح وإثارة النعرات المناطقية والمساس بالوحدة، بالموازاة مع حملة تحريض ضد الصحف المستقلة تورط فيها مسؤولون رفيعون في الحكومة وصحفيون أعضاء في نقابة الصحفيين!
هذه المحنة غير المسبوقة أكدت هشاشة إيمان الصحفيين بالمكتسبات التي تحققت للصحافة بفضل وحدة 22 مايو، وقدرة السلطات على اختراق وحدتهم من خلال توظيف بعض المحسوبين عليها داخل النقابة وخارجها لتغطية انتهاكاتها ضد حرية الصحافة.
تعود «النداء» للصدور بعد جهود بذلها مجلس النقابة برئاسة الزميل ياسين المسعودي، وبفضل تضامن فئات واسعة من المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الصحافة والحق في التعبير.
وحريٌ بي التنويه هنا بموقف زملائي في أسرة «النداء» الذين لم تزعزع الحملة الحكومية الضارية إيمانهم بمهنية الصحيفة واستقلاليتها وتوازنها (وإنْ شئتهم وحدويتها). وقد تقبلوا عن طيب خاطر دفع نصيبهم من كلفة المصادرة والمنع من الطبع، وأزيد من ذلك فإنهم تفهموا -بل وأيدوا- قرار الناشر بعدم اللجوء إلى طبع الصحيفة في مطابع أهلية (سرية!) خلافاً للقانون إيماناً منهم بأن درء الانتهاكات لا يكون بالتحايل على القانون أو ازدرائه بدعوى أن السلطة التي تحامقت بارتكاب الانتهاكات ضد الصحافة لا تقيم وزناً للقانون.
وإلى محرري «النداء» ومراسليها وطاقمها الفني وكتابها، تجدر الإشارة إلى التضامن الرمزي الذي أبداه عشرات من «السجناء المعسرين» في السجن المركزي بمدينة تعز. فقد نفذ هؤلاء اعتصاماً في باحة السجن للتعبير عن تضامنهم مع «النداء» التي كرست حيزاً واسعاً من صفحاتها على مدى سنوات من أجل تحريرهم من أسر مفاهيم مغلوطة راسخة في وعي رجال النيابة والقضاء في اليمن. وقد مثل تضامن هؤلاء -باعتبارهم أصحاب مصلحة في صدور «النداء»- رسالة قوية إلى «كتاب التقارير» الذين قدموا صورة مضللة عن الصحيفة وصلاتها المزعومة بأطراف سياسية في الداخل والخارج، وحرضوا كبار المسؤولين في الدولة ضدها.

Hide Mail