تحول من مشتبه بالإرهاب إلى "إقامة منتهية".. الأمن السياسي يفرج عن شاب كويتي اعتقل في مأرب قبل شهرين

تحول من مشتبه بالإرهاب إلى "إقامة منتهية".. الأمن السياسي يفرج عن شاب كويتي اعتقل في مأرب قبل شهرين

> "النداء" – خاص
علمت "النداء" أن السلطات الأمنية أطلقت سراح الشاب الكويتي سيف عبداللطيف الدرباس، 19 عاماً، المعتقل منذ أواخر يناير الماضي في سجن الأمن السياسي في أطار حملة امنية لملاحقة المشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة، بعد أن ثبت عدم ارتباطه بأي من التهم المنسوبة إليه، وأحيلت التهم المنسوبة أليه من الاشتباه بقضايا إرهابية إلى إقامة غير شرعية.
وقد أكد لـ"النداء" مصدر دبلوماسي في السفارة الكويتية بصنعاء إطلاق سراح الدرباس، مؤكداً أن المواطن الكويتي ضبط فقط لعدم تجديد إقامته في اليمن، وأن إطلاق سراحه جاء بعد تصحيح وضعه القانوني، وفضل المصدر عدم الخوض في أي تفاصيل إضافية كون القضية منتهية.
ورجحت مصادر "النداء" توقيع الدرباس على تعهد بالالتزام بقوانين الإقامة في البلد، كتحصيل حاصل، بعد أن تحولت تهمته من الاشتباه بالارتباط بجماعة إرهابية إلى انتهاء إقامته الشرعية في اليمن، وعدم تجديدها، كما أن الأمن لم يتحفظ على بقائه في اليمن، رغم أن صحفا كويتية نقلت عن مسؤولين ترحيل الدرباس من اليمن فور الإفراج عنه.
واُعلن في 30 يناير 2009 اعتقال مطلوبين بينهم مواطن كويتي، وذكر موقع "سبتمبر نت" يومئذ أن المتهم اعتقل في سياق حملة ميدانية تنفذها الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب على صعيد متابعة العناصر المطلوبة أمنياً في قضايا إرهابية وأمنية مختلفة أسفرت عن "نتائج مهمة"(...) وضبط عدد من العناصر المطلوبة للعدالة، حيث تم ضبط شخصين أحدهما كويتي الجنسية والآخر يمني، يشتبه في تورطهما بجرائم تخريب وقطع الطرق.
ولوحظ مؤخراً أن السلطات الأمنية تحرص على إضفاء البعد الإقليمي على كثير من حالات الاعتقالات والمحاكمات، إذ يحاكم عدد من المواطنين من جنسيات عربية وأجنبية بتهم مختلفة أبرزها الإرهاب وتجارة المخدرات. وذكرت مصادر محلية لـ"النداء" أن الدرباس اعتقل في محافظة مأرب في سياق حملة أمنية، صادفت مرور الدرباس الذي كان في طريقه إلى مزرعة والده واعتقل حينها دون سابق بلاغ أو اتهام عدا مجرد الاشتباه المعتاد بذوي الجنسيات غير اليمنية، وواصلت السلطات احتجازه والتحقيق، في حين أطلقت عددا من المشتبهين اليمنيين الآخرين اعتقلوا من المكان ذاته.
وأثار الجانب الكويتي القضية على أعلى المستويات، والتقى السفير الكويتي بصنعاء وزير الداخلية وعددا من المسؤولين بعد يومين فقط من اعتقال الدرباس، وقبيل أيام من انعقاد اللجنة الوزارية اليمنية الكويتية المشتركة. وقالت الأخبار الرسمية حينها إن اللقاء ناقش الاستفادة من خبرات الجانبين في مجال التدريب والتأهيل، غير أن الجانب الكويتي أثار القضية مع وزيري الخارجية والداخلية ووكلائهما، مطالباً بتحديد التهم المنسوبة للدرباس المولود في اليمن من أم يمنية، ويقيم بمحافظة مأرب بمعية والده وأسرته الكبيرة منذ أكثر من 20 عاماً، ويملك والده قطيعا من الإبل والأغنام ومزارع للخضروات والفواكه وله وأولاده سجل نظيف وخال من أي من الأعمال المخلة بالأمن، ويحظى وأسرته بسمعة حسنة طوال سني إقامته، كما يحظى بتقدير واحترام محيطه الاجتماعي من اليمنيين.
وبُحثت القضية، إلى جانب قضية المواطن الكويتي الآخر الذي يحاكم بتهمة الاتجار بالمخدرات منذ أكثر من عام ونصف، على هامش زيارة وزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد الصباح واجتماعات اللجنة المشتركة في عدن في السابع من فبراير الماضي، ووقعت خلالها اتفاقية أمنية كان أبرز بنودها التنسيق وتبادل المطلوبين، وقضاء فترات السجن في بلدان المتهمين، ولوحظ ملازمة وزير الداخلية مطهر المصري للوفد الكويتي منذ وصوله إلى صنعاء وأثناء زيارته لعدن وسقطرى وحتى توديعه في مطار عدن في الثامن من فبراير إلى جانب وزير الخارجية ابوبكر القربي الذي ترأس وفد اليمن في اجتماعات اللجنة، وتلقى الوزير الكويتي وعودا حاسمة من الوزيرين بحسم القضية في أسرع وقت في حين أُرجئت القضية الأخرى ليتم البت فيها لاحقاً وفقاً للاتفاقات الموقعة بين البلدين، كونها منظورة أمام القضاء في الوقت الحالي.