منظمات أهلية تطالب اليونسكو بحماية معالم عدن وتنوعها البيئي

منظمات أهلية تطالب اليونسكو بحماية معالم عدن وتنوعها البيئي

> عدن- سماح جميل- صنعاء «النداء»
وجه لقاء موسع في عدن نداء إلى منظمات المجتمع المدني في اليمن والخارج للمساهمة في حملة من أجل إنقاذ معالم عدن التاريخية والطبيعية.
اللقاء الذي عقد صباح الاثنين في قاعة المؤسسة العربية لمساعدة قضايا المرأة طالب المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث والتاريخ والآثار، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو، بدعم دعوة المنظمات المدنية والمتخصصة في عدن من أجل إعلان عدن محمية تاريخية.
وشارك في اللقاء أساتذة جامعيون ومؤرخون وممثلون عن منظمات مجتمع مدني وكتاب وصحفيون، وبحث العبث والتدمير الذي يطال أبرز معالم مدينة عدن التاريخية، وبخاصة المساس بمبنى مدرسة البادري من قبل ادارة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة.
وتتجاهل السلطة المحلية في عدن منذ 3 سنوات مناشدات الجمعيات والمنظمات المدنية والمتخصصة بشأن وقف تدمير معالم المدينة وطمس ملامحها.
وإلى تدمير المعالم التاريخية تحيق بطبيعة المدينة أخطار كبيرة جراء حركة الاستثمار التي لا تراعي الوظائف الطبيعية لأهم متنفسات المدينة.
وسبق لـ«النداء» أن نشرت في 27 فبراير من العام الماضي تحذيرات لباحثين متخصصين من مخاطر مشاريع سياحية على العديد من مناطق محافظة عدن، وبخاصة هضبة عدن التي سمحت السلطات بإقامة منتجع سياحي عليها.
وتحتوي هضبة عدن على ثروة تاريخية وبيئية لا تقدر بثمن. فإلى السدود التاريخية والدروب القديمة والقلاع والحصون، تمتاز الهضبة بالتنوع البيئي والنباتات النادرة كنبتة عدنيوم adenium.
المنظمات المدنية والمتخصصة في المدينة، وفيها الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار، انتقدت مراراً تعاطي السلطة المحلية مع معالم المدينة باعتبارها مجرد صخور، كما هو الحال بالنسبة لجزيرة صيرة. وحسب اسمهان العلس، استاذة التاريخ الحديث في جامعة عدن، فإن «صيرة ليست القلعة فحسب، بل هي منظومة طبيعية وتاريخية وآثارية كان من الواجب عدم المساس بها».

***
 
نداء لإنقاذ عدن
 
تعيش عدن أزمة عامة في التعامل مع معالمها التاريخية والطبيعية, إذ تتعرض هذه المدينة للكثير من أساليب الهدم والتغيير لمعالمها, الأمر الذي يفقدها ملامحها الجملية وشواهدها التاريخية الدالة على قدم هذه المدينة وحضريتها.
ولا يغيب عن الأذهان أننا منذ عام 2005 ونحن في الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار نتنادى من أجل إعلان عدن محمية تاريخية, وذلك انطلاقا من أسس تاريخية لا يجهلها الجميع، بأن عدن هي من أقدم المدن العربية على وجه التاريخ. كما أن الشواهد الماثلة على وجه هذه المدينة دليل آخر على ذلك. ولا نبتعد كثيرا إذا ما أعدنا إلى الأذهان ما تكتنزه هذه المدينة من معالم طبيعية وبيئية هي في الأصل هبة الله لهذه المدينة التي توصف بأنها مدينة البحر والجبل.
ومما يضيف إلى عراقة هذه المدينة ما أضافته إليها أساليب التمدن والتحديث التي اجتاحت المدينة في عقود القرن العشرين، مما جعلها ترتقي إلى مصاف القمة بين مدن شبه الجزيرة العربية في الإدارة والتعليم والتخطيط الحضري. ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن الشواهد التاريخية والطبيعية والحضرية مازالت ماثلة بين ظهرانينا بحيث يجب القول إن لهذه المدينة لدينا حق المحافظة عليها وصون معالمها واستثمارها وإعادة توظيفها بما يخدم حركة التنمية والاستثمار وعلى مدى السنين ترتفع الأصوات مستنكرة أساليب الهدم والتغيير لمعالم المدينة وشواهدها، بل وامتد الأمر إلى درجة إحاطة هذه المعالم بأنواع من السلوك العشوائي المتمثل في البناء غير المدروس على جبال المدينة وفي أزقتها بل وبجوار هذه المعالم، الأمر الذي يعتبر انتهاكا لجمالياتها وتعطيلا لدورها وعرقلة لوظيفتها الاستثمارية.
وهذا الأمر لا يقتصر على مدينة عدن القديمة التي تتداعى الأوساط الرسمية وشبه الرسمية لإعلانها محمية تاريخية, بل إنه امتد إلى باقي مدن هذه المحافظة حيث تحتضن أرضها عددا كبيرا من معالمها التاريخية والطبيعية والحضرية.
والمجتمعون في هذا اليوم يتوجهون إليكم مطالبين بتكرمكم بسرعة التدخل لاتخاذ الإجراءات بشأن وضع الضمانات اللازمة من أجل صون التراث الثقافي والطبيعي والحضري لعدن, وذلك من خلال الآتي:
-1 حماية الحق التاريخي وذلك بالمحافظة على معالمها واستثمارها.
-2 التعريف بالمعالم التاريخية والطبيعية والمباني والمنازل ذات النمط المتميز.
-3 تحديد محارم مناسبة لهذه المعالم سعيا لمنع العشوائية من حولها.
-4 تفصيل القوانين المتعلقة بتراخيص البناء والهدم وتغيير المواقع التاريخية والمباني الشخصية ذات القيمة التراثية، وإصدار الضوابط واللوائح والنظم ذات العلاقة.
-5 إبلاغ مكاتب التربية والأراضي والمساحة والتخطيط الحضري والاستثمار والأوقاف والمياه والمالية وكل الجهات ذات العلاقة بالمعالم بعدم التصرف بمواقعها لأغراض التوسع والتأهيل.
-6 كما ندعو المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث والتاريخ والآثار وفي مقدمتها منظمة اليونسكو للتفاعل مع ندائنا هذا وإعطاء الاهتمام المناسب لدعوتنا بإعلان عدن محمية تاريخية كضمان أكيد لحماية معالم عدن ومورد صحيح في العملية التنموية والإنسانية والاستثمارية.
في الختام ندعو الأدباء والكتاب والصحفيين والإعلاميين والمحامين والأكاديميين وعموم المثقفين اليمنيين إلى التفاعل والوقوف أمام هذا المساس بالتاريخ والآثار والتراث الإنساني والمعالم الطبيعية.
 
مدينة  عدن
23 فبراير 2009