فعالية يمنية في النرويج

حلم يلغي المسافة بين خطاها وحريتي
* نبيلة الزبير
يغيب الأحبة
ويبقى الحب
يغيب الأصدقاء
وتبقى الصداقة
يغيب الجسد
إذ يغيب في الممنوع
فتشتعل الروح
  حرية.

صورة 1
استضافت الكلية العالمية المتحدة بالنرويج، أواخر الشهر المنصرم، الشاعر والمناضل السياسي اليمني منصور راجح، في زيارة امتدت لثلاثة أيام، قدم خلالها أمسية شعرية، كما تم عرض فيلم وثائقي عن شخصه وتجربته السياسية والأدبية في كل من اليمن والنرويج، على مدى سنوات السجن والمنفى، عبر محاضرتين متتاليتين لحقوق الإنسان، حضرها أكاديميون وإداريون، بالإضافة إلى الطلبة، فكانت فعالية من الحوار والمناقشة والأسئلة التي ظلت تتداعى وتطّرِد عن اليمن، بيئة ثقافية واجتماعية وطبيعية.
الفعالية نظمتها رابطة منظمة العفو الدولية بالكلية، بتنسيق من الطالبة اليمنية أسيل حاوي الناشطة في المنظمة بفرعها في الكلية.
صورة 2
اتسمت الفعالية بالخصوصية والتميز، لما عكسته من التعريف باليمن. وبدا أن الحنين إلى الوطن هو الذي قدمها، مستغرقا في طبيعتها الخلابة، ومنتقيا البهيج من أعرافها وعاداتها؛ يعزى ذلك إلى طبيعة حال اليمنيين الاثنين اللذين توليا تقديمها وإدارتها؛ فالأول غادر يمناً لم تغادره، والثانية قدِمَت من بلدها لتمثله، كأول طالبة يمنية في جامعةUNITED WORLD COLLEGES بالنرويج، وهي التي حرصت على رفع علم اليمن بالأسوة، العلم الذي استقدمته معها، حين لم تجده في أعلام 86 دولة الممثَّلة في جنسيات طلبة الجامعة.
صورة 3
كذلك، عرض "راجح"، خلال استعراضه تجربته، لبعض ملامح الأوضاع السياسية في اليمن منذ أوائل الثمانينيات وحتى وقتنا الراهن. فهو اليمني الذي وإن فارق بلده منفيا، إلا أنها لا تفارقه، بكل قضاياها ومشكلاتها، حتى تلك التي تحدث وهو في آخر مشارف الأرض، وهذا ما عكسته حواراته، وجسدته قصائده الشعرية، التي قرأ بعضا منها في هذه الفعالية. وحري بالإشارة أن "منصور"، ورغم إجادته اللغة النرويجية، فقد ألقى قصائد بالعربية، بينما تولت عريفة الأمسية، "أسيلـ"، إعادة تقديمها باللغة الإنجليزية، باعتبارها اللغة التي يلتقي عليها جمهور من عشرات الدول.
صورة 4
من أجواء الأمسية:
انتهاك
قبلاً وقصائد
كان يضيء الحب
يحب العمل ولا شيء غيره
يكتب شعراً
ورسائل للأطفال
كان صديقاً للأشجار
فكيف يصير طعاماً للأغلال؟!
يمضي الوقت.
ظلام
ثمة صوت ممكن أن يسمع
أصيخوا السمع
ممكن أن تُسمع أنَّة إنسان.
من قصيدة "امرأة":
أقبلها –كنت–
فتغفو على ساعدي
وفي داخلي تستفيق
مناخاً من الخصب والعافية.
...
 
أقبلها
...
فتغفو على موقدي
لتنضج حيث التقيت بها
-وكانوا قد اعتقلوني-
امرأة من ضرامي
هزمت بها أمسيات العذاب
وقت كان المحقق يلطم
والعساكر تطعن أوجاعها
في دمي
أخاديد جمر
يؤججها آخرون
وما كان لي من سلاح سواها
كنت في حلقات العذاب
أنتضيها تحديا
وفي الجلسات أحس بها
واقفة بين السقوط وبيني.
...
أفراح
...
 تعالوا انظروا
كيف تمشي
كيف تحنو على قامتي
كيف تزهو بكوني أسيرا
يحاصر سجانه
بحلم يلغي المسافة
بين خطاها وحريتي!