زميله عاد في جنازة، ومندوب قنصلية جده: ايش نسوي لكم

زميله عاد في جنازة، ومندوب قنصلية جده: ايش نسوي لكم

مرحل يمني من السعودية يروي لـ«النداء» بقايا حياة عاد بها من بلد النفط
* النداء:
مطلع هذا الاسبوع كان موقع الاعلام الامني لوزارة الداخلية اليمنية يؤكد مقتل مواطن يمني على يد حرس الحدود السعودي، جراء إصابته بطلقة نارية دخلت من أعلى الورك الأيمن لفخذه أسفل البطن، توفى على أثرها.
المركز الذي قل ان ينشر اخبارا عن الضحايا اليمنيين على الحدود، ويبدوا انه غامر بنشر خبر كهذا ساق المبرر مباشرة اذ بين ان المواطن الضحية كان يحاول تهريب قات إلى داخل الاراضى السعودية مما أدى إلى، ونقلت الجثة الى احد المستشفيات، مشيرة أنها بانتظار تفسيرات من الجانب السعودي عن الحادث وملابساته.
هذا الخبر تناهى الى سمع قوات الامن اليمنية ووصل السلطات المركزية في صنعاء التي ربما لم تتغاض عن هول الجريمة، رغم ان حوادث مقتل المواطنين اليمنيين صارت مشهورة باعتبارها اسهاما في تغطية صفحات الحوادث في الصحف السعودية، علما بأن المبرر في مثل هذه الحالات يأتي من السلطات السعودية هكذا: حاول الدخول عنوة فقام رجال حرس الحدود بالتعامل معه وفقاً لمقتضيات الموقف... وكفى..
لكن وزارة الداخلية اليمنية ربما لا تعلم، على سبيل المثال، بقتيل شاب يمني من منطقة "قيفه" تم ترحيله عصر الاربعاء الماضي 14 يناير من السجن العام بجده بعد فترة احتجاز طويلة هناك في ظل ظروف سجن سيئة للغاية والدم ينزف من انفه واذنيه، ورافقه دفعة مرحلين يمنيين كانت حالة بعضهم الصحية تقترب من حالة القتيل الذي لم تتمكن "النداء" من الحصول على اسمه، وفقا لمرحل يمني روى للنداء قصته وشهد على عودة الشاب البيضاني في جنازة تشيعه دموع والده الذي كان الى جواره..
الاحد الماضي كان المواطن اليمني صادق عبدالرحمن الأنمري (33 عام) من محافظة تعز يروي للنداء في صنعاء قصته مع الامن السعودي، كان صادق ينطق بكلمة ويسعل ثلاثاً جراء المرض الذي يبدو حادا رغم انه قد خف الى النصف بعد عودته اليمن وتلقي العلاج.. هو احتجز في جده في الثامن والعشرين من ديسمبر 2008، بعد انقضاء موسم الحج حيث قضى فترة عصيبة من حياته زهد اجر اليمن اعز الف مرة منها، فما كان يتقاضاه فيها لم يكن ثمنا للغربة ولا لرحلة الخوف والامن والتهديد الذي يتعرض له، ولا مصادرة حقوقه من قبل بعض ارباب العمل بسبب طبيعة الامر الواقع: كونه مقيم غير شرعي اولاً، ولأنه يمني ثانياً... لا بل ربما لأنه يمني يأتي أولاً فهناك آخرون يتلقون معاملة افضل بكثير من اليمنيين.
مباحث بلباس سوداني وعصي كهربائية.
عصر يوم ال 28 ديسمبر 2008 قبض رجال المباحث الذي كانوا يرتدون زيا بنجاليا وسودانيا (للتمويه) على صادق، يضيف: قبضوا علي من الخلف واجبرونا على ركوب الباص وتعرضت للضرب ومن معي بعصي كهربائية، واخذونا ونحن مجموعة إلى ادارة البحث لثلاثة ايام، حيث لم نعرف النوم أبداً اذ حشر ما يقارب 100 شخص في غرفة ضيفة لا تتسع لعشرين، وكانوا ينادوا بالاسماء كل ست ساعات تقريبا للتحضير ويتلفظون علينا بالفاظ سيئة، وهناك كان الاكل لا باس به، لكنا محرومين من النوم بالكامل..
بعد انقضاء ثلاثة ايام ربط المعتقلون (كل اثنين بكلبوش طبقا لصادق) ونقلونا إلى سجن الزاهر... يعلق: وما ادراك ما سجن الزاهر، هناك يعطوننا الاكل فقط كي نعيش: 3 حبات عيش لثلاثة نفر، وملعقة طحينية، ويتركوننا نشرب من ماء الحمامات، وتترك الفرصة لأصحاب العربيات الذين يمرون على السجون، وهم هنود وبنجال يعملون لصالح ضباط في السجن للترزق من ظهرنا وفعلا يخرجون من السجن بالالاف، في حين يتعامل معنا الطباخون البنجال كوحوش كاسرة اذا طلبت رغيف خبز اضافي قفزوا اليك وضربوك...
مرت اربعة ايام على صادق في سجن الزاهر كأنها اربعين عاما كما يقول " كنا ننام على البلاط وسط زحام شديد، لكن هذا السجن احسن من الاول نسبياً... وفي هذا السجن اخذوا مننا بصمات العين ولم يسلم من لا يقوى على الوقوف من من اللطم والسب لأبيه وامه وبلده.. وتلك البصمات هي التي يعاد بموجبها آلاف اليمنيين بدون حق ودون مراعاة للاموال التي دفعوها لاحقا للحصول على تأشيرة دخول قانونية، اذ ان السلطات السعودية تمنع من اخذت بصمات عينه من الدخول لمدة خمس سنوات، غير ان البعض يؤكدون: لعنة بصمة العين تلاحقك طوال حياتك، وتحرم حتى من أداء شعائر الله بسببها، واحياناً دون سبب كما حصل في الموسم الفائت.
في سجن جدة: لا مكان للضعيف..
أحيل محمد ورفاقه إلى السجن العام بجده وحل في العنبر رقم 10، حيث يتم الزج بكل الجنسيات العربية والافريقية... هناك لا مكان للضعيف والمسكين والشيخ الكبير.. يوضع الاكل المخصص للعنبر كاملا على الباب لكن الاقوى هو من يهجم أولا ويحظى بنصيب العشرة احياناً، ويتسبب التسابق و"الترافس" على الاكل للعبث به وتناثره على الارض، فيما يبقى بلا اكل والماء تجود به حنفيات الحمامات... علماً بأن السجن والحمامات لا تصلح لسكن البهائم طبقا لصادق الذي يؤكد أن الجنود اذا اضطروا للدخول الى هناك فانهم يكممون انفوفهم وفمهم من الروائح والكتن والذباب والصراصير، فعمال النظافة من البنجال والباكستانيين الذين يفترض بهم القيام بنظافة السجن تحولوا الى اجراء لدى الضباط، فهم يقومون ببيع الاكل والسجائر والماء للسجناء الذين يضطرون للاعتماد عليها بفعل طريقة التغذية المهينة التي يتم بها اعطاء الوجبات للمساجين...
الصومال يحبون النظام واليمنيين!!
أحيل صادق إلى العنبر رقم رقم 12، والمعروف بأنه عنبر الصوماليين والسودانيين، ويؤكد صادق ان " اخواننا الصوماليين كانوا مرتبين ولا ينقضون على الاكل مثل اليمنيين والمصريين، اذ يستلمون الاكل بطريقة منظمة ويقومون بتوزيعه على الجميع، وحتى ان استحوذ بعضهم على الاكل فإنهم يراعون اليمنيين وكبار السن ويقولون اليمنيين اخواننا احنا نجوع وهم ياكلون، ويضيفون بأن اليمنيين في اليمن لا يتعاملون معهم كما يتعامل معنا الجنود السعوديون في المملكة...
غير أن النظام الصومالي لم يدم طويلا فالعشوائية التي نشأ في ظلها اليمنيون كانت مهيمنة بعد ان اصبح الصومال اقلية في العنبر رقم 12، بترحيل عدد منهم، فقد رفض اليمنيون النظام في الاكل "فتضارب بعض اليمنيين مع الصوماليين"، ما ادى الى تدخل 4 من الجنود السعوديين يحملون اعصية المكانس وكانوا يشتمون ويلعنون بحثا عن المتشاجرين، وكانوا يضربون الواحد تلو الاخر على ظهورهم ثم اخذوهم الى الخارج ولم يعادوا الا حبوا على اقدامهم من شدة الضرب على ارضية اقدامهم وعلى عضلاتهم...
الموت علاج اليمني
كان صادق يعاني من ملاريا شديدة وفتاكة، فشروط السجن لا تصلح لاستقبال الانسان، كان يفترشون الكراتين ان توفرت، أما البطانيات التي تصرف من السلطات السعودية للسجون تستحوذ عليها ادارة وضباط السجون ويبيعونها لمن يملك المال، اشتدت بصادق الملاريا والسعال حتى بدأ يتقيأ دما ً، فلجأ الى احد الجنود الذي دخل العنبر وقلت له: أنا فدى جزمتك انا باموت اخرجني للدكتور والا ادي لي علاج.. فرد علي بكل عنجهية وجبروت: انقلع من قدام وجهي العنك العن والديك.. يتحسر صادق: عدت مغلوبا على امري وقد يئست من وجود اي انسانية في اولئك الوحوش..
نداء الخلاص: نداء الموت...
جاء نداء الترحيل مساء الاربعاء الماضي، خرج صادق الانمري الى شبك العنبر 12 وهو لا يقوى المشي على رجليه لكنه كما يقول وجد نفسه احسن حالا من غيره فحمد الله وشكر..
كان هناك شابا من محافظة البيضاء في عز شبابه وتحديداً من منطقة قيفة قد فارق الحياة وآثار الدم كانت تسيل من انفه واذنيه، والى جواره والده تسيل دموعه على خديه، ليس هو فحسب بل كل من شاهد هذا المنظر، كل من يتكلم أو يسأل يضرب وليس ببعيد ان يلاقي مصيرا لا يختلف عن مصيره، الذي ربما توفي متأثرا بمرض لم يجد دواء إلا الموت..
خرج اليمنيون الى الشباك لاستلام كروت المرور من أحد الجنود الذي كان يسب الجميع بلا حساب: يا ابن الجرارة.. امك جرارة.. وحسب صادق فقد رأي احد "المجهولين" واقفاً "مطنن" فنزل عليه ضربا وشتما وركلا وكان يتوسل اليه حتى بكى وهرب من امامه زحفا على وجهه.
بعد ذلك اركبونا على الباصات وصرفوا لنا من كأس ماء لمسافة الطريق الممتدة 12 ساعة من جده الى حرض، دون توفير اي شيء من الاكل
وانا ما زلت مريضا.. كنا اذا طلبنا شيئا يقال لنا اسكت، وحتى انزلونا في حرض، وذهب كل واحد في سبيل حاله... اما انا فقد تكفل اقرباء القتيل البيضاني بمواصلاتي معهم في السيارة التي استأجروها ونزلت في محافظة عمران...
يصر صادق على ان السلطات السعودية العليا لا تعلم بجرائم الجنود والضباط في السجون، او هكذا تقول له فطرته، ويصر على مناشدة السلطات السعودية العليا لاعادة النظر في وضع السجناء خصوصا من المقيمين غير الشرعيين، فالكفار في اوروبا كما نسمع يتعاملون مع الافارقة بانسانية لا يتم التعامل بها حتى مع المقيمين الشرعيين في المملكة.
العمل المهين... الاجر الحقير
صادق قصد السعودية بطريقة غير نظامية، بعد أن عمل مساعد كهربائي في شركة الحاشدي في حضرموت – قطاع المسيلة.. قسم الحفر.. لمدة ثمانية اشهر براتب 45000 ريال، غير انه كان منزعجا بحسب روايته من "القات" اذ أنه يصرف معظم راتبه في القات، ولا حل له سوى بلد بلا قات...
هو غادر في الخامس من اغسطس اليمن مشيا على قدميه، وعمل في منطقة جيزان في ابو عريش لمدة شهر في معمل للثلج بمبلغ 1000 ريال وكان يعمل لمدة 12 ساعة يوميا وحال انتهى العمل في الثلج يتم استخدامه في تقطيع الاشجار بلهجة فطرية يضيف صادق"هم يفرحوا باليمنيين لأنهم يشتغلوا اي حاجة وما يزنطوش"...
توجه الى جده مطلع شهر رمضان الكريم حيث عمل في منجرة لصناعة ابواب لمدة 25 يوم، حتى ليلة 27 رمضان، "ليلتها تضاربت أنا واصحاب المنجرة الباكستانيين، وضربني اربعة اعفاط وبعد ان غلبوني قام احد اليمنين من العاملين في المنجرة بابلاغ الشرطة، وتم القاء القبض علي وعلى ثلاثة منهم وعلى صديقي اليمني الذي بلغ، كنت اتوسل لاسعافي من النزيف الذي في راسي جراء الضرب، لكنهم رفضوا واكتفوا بعامل الهلال الاحمر في القسم الذي قام بالتصفية وربط شاش وانتهى كل شيء..
في القسم كان التحقيق مع صادق يتمحور حول نقطة واحدة، كيف تتجرأ وتشتكي وانت مقيم غير شرعي.. انت تعرف اننا سنتركهم وانت سترحل؟؟.. وكانوا في ذات الوقت يعرضون على صادق صلحاً: الف ريال سعودي مقابل التنازل، هو بين لهم ان مستحقاته لديهم تساوي 600، لكنهم اقنعوه فأنت ستدخل السجن من 3 اشهر إلى اربعة لأنك غير شرعي... يضيف صادق: وكوني محتاج ومضطر، وتحت التخويف قبلت، وبعد أن ذهب الباكستانيون(وهو لا يعرف كم اخذوا منهم) استدعاني من السجن ضابط ومساعده الجندي بعد ساعة، وقالوا اعطنا الفلوس الذي معك واخرج.. كنت قد اعطيت اليمني الذي سجن معي 200 ريال، فاخذوا 700 ريال وتركوني أخرج ليلة 29 رمضان، وانا لا املك سوى 100 ريال سعودي...
مكث عند احد اصدقاءه في جده، الى ثالث العيد، وذهبت للبحث عن عمل، وكان يعمل بالأجر اليومي، و"احيانا ياخذنا نصابون للعمل وينهبون التلفون وما معك من الفلوس"، واحيانا تعمل مع اشخاص حتى ينتهي عملهم وعندما تطالب بحقك يهددوك بالجوازات والترحيل والسجن. فتكتفي بأن تذهب..
اليمنيون يستحقون نظاماً ينتصر لكرامتهم:
لا شك أن التعامل اللانساني المنافي لأبسط قيم الدين والشرائع والقوانين الدولية الذي تتعامل به السلطات السعودية بات نتاجا طبيعيا لاستمراء السلطات هناك الاغراق في اهانة اليمنيين، الذين دخلوا بطريقة غير شرعية، وحتى من دخل بطريقة شرعية، بلا شك الامر مرتبط تماما بدولة متخاذلة عن احترام مواطنيها في الداخل ورعاية مصالحهم في الخارج...
حتى الان لم تبد الخارجية اليمنية ردا على رسالة سلمت لها قبل اكثر من ستة اشهر عن 18 مواطنا يمنيا التهمهم حريق في منطقة خميس مشيط السعودية، وأبطال المحرقة رجال امن سعوديون... الخارجية التي لم تحرك ساكنا تلقت رسالة من منظمة التغيير سلمت رسميا لوزير الخارجية الذي وعد بمتابعة الحادثة رغم انها اخذت حيزا كبيرا في نقاش الصحافة ومنظمات المجتمع المدني لأشهر..
تتحجج السلطات السعودية بجرائم "المقيمين غير الشرعيين" كمبرر لانتهاك حقوق الجميع وهو ذات المبرر الذي ساقته في حادثة محرقة خميس مشيط في مارس من العام الماضي، غير ان صادق الانمري يؤكد أن الامن السعودي قادر على ضبط المجرمين "فقد وحصل ان كنا في الحراج وقبضوا على 4 لصوص لمحلات جوالات من بين الناس ما يدل ان الامن السعودي يعرف المجرمين، ويتخذ هذا العذر لمعاقبة كل اليمنيين، مع ان بعض ارباب العمل السعوديين في الغالب يريدون عاملا يمينا أمينا في عمله..
يتبدى التعامل المهين المحتقر لليمني في مستوى الاجور فاذا عمل اليمني بالاجر الشهري فلا يتقاضى أكثر من 1200 ريال ومنها ياكل ويشرب وهي في الحقيقة لا تكفي لذلك.. اما الاجر اليومي فيتراوح بين 80 و 100 ريال... الامر افضل قليلا بالنسبة لـ"المكفلين" اذ لا تجدي سنوات الغربة الطوال بتعويض ثمن الفيزا لسماسرة التاشيرات في الداخل والخارج..
يُسال اليمنيون من قبل الجنسيات غير العربية لماذا يعاملونكم السعوديون هكذا وانتم تشبهونهم بالعادات والتقاليد والشكل والكلام... رد عليهم صادق بفطرته: العلم عند الله... ولكن بحديث السياسة نضيف: عند نظامنا الخبر اليقين..
من المحرر:
باسم المنتهكة حقوقهم نطالب الحكومة اليمنية ومنظمات حقوق الانسان والصحافة النظر ومتابعة الانتهاكات والاعتداءات التي حصلت بحق اليمنيين... نطالب الحكومة اليمنية برد الاعتبار لليمني في بلده قبل ان نطالب من الاخرين باحترامنا، على ان هذا لا يمنع الحكومة من متابعة رعاياها في السعودية سواء كانوا شرعيين او غير شرعيين ومتابعة معاملتهم بانسانية لا اكثر...
صادق لا يأمل في انصافه لكنه أثر طرح القضية للرأي العام عسى ان تنال نصيبها من النقاش بما يسهم في تخفيف الضرر عن مئات اخرين ربما لا يكون وفاة احدهم السبب في الاسراع في اخراجهم من جوانتانامو المملكة.
هو ايضا دعا الصحافة إلى التقصي بعد الشاب البيضاني الذي توفي هناك، فهو لم يتمكن من التعرف عليه ولا السؤال عن اسمه بسبب وضعه الصحي الذي كاد ان يلحقه به، علما بأن البيضاني والد الشاب القتيل اخبر مندوب القنصلية اليمنية بجده عن وفاة ابنه فرد عليه ايش اسوي لكم...
ختم صادق حديثه ساخراً: "في امريكا يكتب على مطاراتها امريكا للجميع ومكتوب على جوازات جميع الامريكيين سنحرك من أجلك الاساطيلـ"، نحن اليمنيين لا نطالب بتحريك الاساطيل بل الانتصار لكرامتنا وحق المواطنين في العيش الكريم، وحقهم في معاملة انسانية في السجون السعودية لا يسب فيها وطن ولا اباء وامهات وأجداد.