ولكن لا حياة لمن.. ؟!

يطوف اسم شاعر الهند الكبير طاغور في أرجاء الذاكرة وأطراف اللسان كلما دار الحديث عن التسامح والمحبة والانفتاح، فهو حض على فتح الشرفات إلى آخر مدى وإلى ما بعد الأمداء، وحذر من الالتفات السخيف لوشوشة ذبابة يمكن أن تدخل من الشرفة: على من يفتح شرفاته ألاَّ يخشى من دخول الذباب!
ويذكر لحكيم الصين -النبي (هناك)- كونفشيوس تحذيره من ضرب بعوضة بقذيفة مدفع.
ويتصور كاتب هذه السطور أن صحيفة «النداء» وقعت في محذور الإصاخة البعيدة للصوتين اللامتناهيين القادمين من الهند والصين.
فهي (أي «النداء») فتحت الشرفات، ولم تطلق المدافع على «النامس» أو على مجرد بعوضة.
بذلك أخطأت «النداء» وعاكست التيار وانتظارات الجمهور وشغف «الشعب» للانتصارات المستعجلة، والحلول الناجزة، الجاهزة، والانقلابات «السفري»، والسبق الساحق.
وتعثر صدور «النداء» الاسبوع الماضي. ومن الوارد أن يتعثر في قادم الاسابيع، وليس من المستبعد أن تكف «النداء» عن الصدور، دون أن تكف عن النداء!
... من تنادي «النداء» في بلاد بلا شرفات، وفي ظل «جمهور» يلعلع معظمه مع المدافع، ويهتف بالمجد لقذيفة تسحق بعوضة!
ولـ«النداء» أمداء كتابة.
mansoorhaelMail