فهمي الشنفرة سلمته السلطات السعودية

فهمي الشنفرة سلمته السلطات السعودية

يقبع في سجن الأمن السياسي منذ خمسة شهور دون تهمة
* شفيع العبد
غادر فهمي علي ناصر الشنفرة (من مواليد فبراير 73م) منطقته بمحافظة الضالع بحثاً عن لقمة العيش. متزوج ولديه خمسة أولاد ويعيل أسرة كبيرة، بعد أن ضاق به الوطن وانتقصت السياسات من مواطنته وصنفته مواطنا من الدرجة العاشرة بعد المائة.
كان يحلم بوطن تسوده المواطنة ويحكمه القانون. لكن أحلامه تدمرت على دبابة 94م ، كغيره من الحالمين بذاك الوطن الذي اختزلوه في جلباب الحاكم.
حطت به الرحال في المملكة العربية السعودية حيث فرص العمل متوفرة لمن عجزت أوطانهم عن تجسيد تكافؤ الفرص.
عام 2000م كان بمثابة الانتصار المر، حيث تحرر من البطالة في وطنه ليجد عملاً مناسباً في الجارة الكبرى. إضافة إلى عمله ومرارة الغربة، فإنه لم ينسَ أهله في الجنوب، الذين يعيشون المأساة منذ الحرب المشؤومة، فاتجه إلى ممارسة حقه في الرأي والتعبير كحق كفلته الشرائع الدولية، ووجد في الشبكة العنكبوتية ضالته، وفي موقع "الضالع بوابة الجنوبـ" وجد نفسه يتابع أخبار أهله ويشاركهم الرأي وينافح عن قضاياهم؛ وهو الموقع الذي يحظى بمتابعة كبيرة بين أبناء الجنوب في الداخل والشتات.
كان يشعر بأنه أفضل حالاً من إخوانه في الوطن الذي يتعرضون لشتى المضاياقات بسبب ممارستهم لحقهم في الرأي والتعبير، كان يؤمن بأنه بعيداً عن  أعين عسس النظام الذي يشاركوننا أنفاسنا وأحلامنا وخلواتنا... لكنه أخطأ التقدير، وكما سرق أصحاب "الوحدة المعمدة بالدم" حقه في العيش بكرامة على أرضه وبين أهله فقد وصل إليه العسس عن طريق الاستخبارات السعودية التي سرقته لتسلمه للنظام في بلادنا.
قبل خمسة شهور تقريباً انقطعت أخباره عن أهله وذويه، لم يجدوا له أثرا على أرض المملكة. وقبل ما يزيد على شهر تواصل مع أسرته عبر أسلاك الهاتف الخاضعة للمراقبة ليؤكد لهم الخبر الصاعقة: "أنا معتقل بسجن الأمن السياسي بصنعاء"، حيث تم نقله من السعودية في  ليلة القدر (27 رمضان الماضي).
يقبع في سجن الأمن السياسي دون تهمة محددة، ودون أن يتاح له حقه في الدفاع عن نفسه وتقديمه للمحاكمة العادلة إن كانت لديه تهمه محددة وواضحة.
أسرته تتضرع للمولى عز وجل، أن يعيد لهم ابنهم وعائلهم الوحيد (والده يعاني من عدة أمراض)، وازدادت حالته سوءاً بعد الاختفاء القسري لولده وعائل الاسرة.
الأب يتمنى أن يخرج ابنه من غياهب (جب) الأمن السياسي، ويناشد منظمات المجتمع المدني وبالذات المهتمة بالحقوق والحريات تبني قضية ابنه ومناصرته والكشف عن مصيره وحالته الصحية، ويخشى الأب أن يكون فلذة كبده قد تعرض لشتى صنوف التعذيب على يد جلاوزة لا يرحمون طوال فترة تواجده في المعتقل.