مصدر طبي قال إنهما صعقا بالإنفجار وشقيقها اسماعيل أفاد وجود آثار رصاص وشضايا في جسدها.. الإرهاب يضع نهاية لأحلام سوزان البنا

مصدر طبي قال إنهما صعقا بالإنفجار وشقيقها اسماعيل أفاد وجود آثار رصاص وشضايا في جسدها.. الإرهاب يضع نهاية لأحلام سوزان البنا

بشير السيد
وضع الهجوم الإرهابي الذي استهدف السفارة الاميركية نهاية لأحلام سوزان البنا، 18 عاماً، وعريسها عبدالجليل الجبري.
قدمت سوزان في 19 أغسطس الماضي من امريكا، للاحتفال بزواجها من قريبها الذي تعرفت عليه بواسطة الاتصالات، قبل أن تعتزم قبول دعوة للزواج منها. كان العريس، وهو صيدلاني في ال25 من العمر، في انتظارها بمطار صنعاء. وصلت سوزان رفقه والدتها وشقيها محمد (20 عاماً)، حاملة فستان زفافها، وحلماً بحياة سعيدة.
بعد 4 أيام احتفل سوزان وعبدالجليل بزفافهما في مديرية جبن، موطن اسرتيهما.
يذكر أن سوزان تنتمي إلى أسرة من جبن، وهي من مواليد نيويورك حيث يقطن والدها.
بحسب محمد، فإن أخته كانت تمضي أسعد أيامها منذ قدومها إلى اليمن. نهار الثلاثاء الماضي قدمت سوزان وفتى أحلامها إلى العاصمة رفقة صهيرتها (أخت زوجها) خنساء، التي كانت على موعد في القنصلية لاستصدار فيزا لولديها ليتمكنا من الانضمام إلى زوجها في «أرض الأحلام»، اميركا.
مساء الثلاثاء اجتمع القادمون من جبن مع أفراد أسرة  العروس في منزل جدها في العاصمة. وقد أمضوا ساعات بهيجة في المنزل، شاهدوا خلالها تسجيل فيديو لحفل الزفاف.
في الصباح الباكر غادرت سوزان وعريسها وصهرتها خنساء المنزل إلى السفارة الاميركية. دخلت خنساء إلى القنصلية وفق الموعد المقرر لها، لمتابعة معاملة الفيزا، وخارج السفارة انتظرت سوزان وعبدالجليل.
في التاسعة والربع دوت الانفجارات خارج مبنى السفارة، وبقيت خنساء داخل السفارة عدة ساعات، تماماً، كغيرها من المترددين على السفارة، والموظفين والدبلوماسيين في السفارة.
في الثانية ظهراً سُمح لأصحاب المعاملات في اليمنيين وغيرهم بمغادرة السفارة.
فور مغادرتها البوابة الخارجية بحثت خنساء بقلق عن شقيقها وعروسه. لم تجدهما في انتظارها. سألت أحد الضباط عنها، فرد: «إذا كنت تقصدين الشاب والفتاة التي برفقته فإنهما قد قتلا». وأضاف معزياً: «عظم الله أجرك».
بحسب إفادة رجل إسعاف فإن سوزان وعبدالجليل وجدا قتيلين جوار سور السفارة.
«كانا متعانقين»، قال رجل الإسعاف لـ«النداء» بنبرة حزينة، قبل أن تمنعه غصة ألم من متابعة الحديث.
مصدر طبي في مستشفى الثورة بالعاصمة أكد لـ«النداء» أن سوزان وزوجها، استشهدا جراء صعقة الانفجار. لكن اسماعيل وهو الشقيق الأكبر لسوزان، أفاد بأن رصاصات وشظايا وجدت في جسديهما.
ظهر أمس الثلاثاء تم تشييع جنازة سوزان وعبدالجليل في موكب حزين في جبن، المديرية التي اشتهرت بآثارها، خصوصاً تلك العائدة لعهد الدولة الطاهرية، وبمهاجريها إلى الولايات المتحدة الاميركية.
شارك في التشييع محافظ الضالع والنائب سنان العجي مقرر اللجنة الدستورية في البرلمان، وشخصيات اجتماعية وسياسية.
مساء يوم الحادث كان لدى المحققين شك حول علاقة سوزان البنا وعريسها بالمهاجمين. وسوزان هي ابنة عم جابر البنا المطلوب للولايات المتحدة الامريكية بعتباره عضواً في خلية «لا كاوانا» التي تدربت على يد تنظيم القاعدة في افغانستان ومؤخراً أدين بالتخطيط لهجمات على المنشآت النفطية باليمن.
وبعد يومين أكد فريق التحقيق الامريكي عدم تورط سوزان وعريسها بالهجوم. وحين التقت «النداء» بـ«محمد» شقيق سوزان في منزل جدها بالجراف السبت الماضي، قال: «يخطر ببالنا حين قدمنا امريكا أن هذا سيحدث».
كان مصدوماً ويتحدث بصوت مغصوص، لكن نبرته تحد حين يتحدث عن ممانعة أجهزة الأمن في تسليم الأسرة جثمان سوزان وزوجها.
وقال: «لا نعلم ما هو السبب»، غير أنه استغرب أن يكون للأمر علاقة بالقرابة الأسرية بين أسرته وجابر البنا، موضحاً أن سوزان لم يسبق أن التقت ابن عمها.
وقال: «آخر مرة شاهدت جابر البنا عندما كنت طفلاً».
إلى سوزان وعريسها، سقط في الهجوم الذي استهدف السفارة 17 قتيلاً بينهم 6 من منفذي العمل الارهابي.
وحسب معلومات عن ضحايا الهجوم، فإن بين القتلى ممرضة هندية وعراقياً. وأدى الهجوم إلى اضرار في منزل أسرة يهودية يمنية وإصابة 7 اشقاء يقطنون منزلاً مجاوراً للسفارة.