الفتى الذي نزف دماً في لبنان يمضي عامه ال13 خلف القضبان.. أسرة بجاش الأغبري تناشد الرئيس إطلاق سراحه

من لا يعرف بجاش علي عابد الاغبري، الشهير باسم بجاش الأغبري؟
إنه أحد أقدم السجناء السياسيين في اليمن. منذ منتصف التسعينيات يقبع في السجن المركزي بعد إدانته و11 آخرين، بتهمة تشكيل عصابة مسلحة لإقلاق أمن الدولة في محافظة المهرة، والحكم عليه بالسجن مدة 20 عاماً.
العصابة التي غادر أفرادها جميعاً السجن وبقي بجاش، لم تسفك أي دم، وهي، كما لا يخفى، واحدة من المخرجات اللاحقة على حرب 1994. ومن الإنصاف أن يبادر الرئيس علي عبدالله صالح إلى وضع حد لمحنة شخص استثنائي، مستثنى منذ 13 عاماً من التسامح والعفو والمصالحات.
هو شخص استثنائي بدون مبالغة. ويستحق التفاتة رئاسية في هذه الأيام بالذات، حيث تنتظر اليمن حكومة وشعباً، رفات الشهداء اليمنيين الذين سقطوا في فلسطين وجنوب لبنان نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، هؤلاء الشهداء الذين تمكن حزب الله من تحرير رفاتهم في صفقة تبادل الأسرى مع حكومة اسرائيل. هؤلاء الشهداء هم رفاق بجاش الاغبري، الشاب الواعد الذي كانه مطلع الثمانينيات، والذي التحق فدائياً في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، وكان قائداً لفصيلة في سرية الشهيدة دلال المغربي، في منطقة قانا بجنوب لبنان.
كيف سيتم الاحتفاء بالشهداء القادمين من فلسطين فيما أحد رفاقهم يعاني مرارة السجن هنا؟
في حرب اجتياح بيروت عام 1982 كان بجاش الأغبري هناك، يقاتل في سبيل فلسطين، وقد أصيب في 5 أغسطس 1982 أثناء مشاركته في عملية «عرَّيا»، هناك تسرب دمه إلى جذور «القضية الفلسطينية» التي كانت «قدس أقداس» الشباب العربي، وعنوان الكرامة الإنسانية. إصابته كانت بليغة، وقد نُقل لاحقاً إلى السويد حيث مكث في مستشفى عدة أشهر لتلقى العلاج.
«النداء» عايشت منذ سنوات محنة هذا الإنسان العزيز، وعاشت على الدوام معاناة أسرته جراء إبقائه في السجن، وراقبت طفليه الصغيرين، وعد ومعاذ، يكبران سنة تلو سنة، ومعهما تابعت الأمل يكبر في قلبيهما بقرب اللقاء بوالدهما من دون شباك حديدي مقيت يفصلهما عنه.
لم يكن معاذ قد ولد عندما بدأت محنة الأسرة، أما وعد فيكبره بثلاث سنوات. وإلى وعد ومعاذ، تنتظر زوجة مكافحة وابنتان في عمر الصبا، فضلاً عن أحبة كثيرين.
ما أحوج التسامح إلى بجاش الأغبري! أسرة بجاش كما أسرة «النداء»، تدعوان رئيس الجمهورية إلى تكريم شهداء اليمن في فلسطين ولبنان بإطلاق سراح رجل نزف دماً في لبنان، ويكاد صبره ينفد خلف القضبان.