أمن العاصمة في مهمة استثنائية: ترك الجناة وضبط الشيخ المخلافي

أمن العاصمة في مهمة استثنائية: ترك الجناة وضبط الشيخ المخلافي - بشير السيد

يمكن أن تكون تصرفات الأمن في قضية الشيخ حمود سعيد المخلافي، أي شيء آخر، لكن ليس بإمكانها أن تكون قانونية.
والمؤكد أن شكوكاً صارت تحوم حول نافذين تورطوا في محاولة اغتياله وتحديداً بعد أن شنت منابر اعلام المؤتمر الشعبي العام وأخرى موالية للسلطة هجمة إعلامية شرسة لتشويه القضية واعطائها بعداً سياسياً.
 ورغم أن المخلافي أظهر قدراً من المسؤولية إزاء قانون الدولة وقصد أجهزة أمن العاصمة للتبليغ عن محاولة الاغتيال المشهودة التي تعرض لها ظهيرة 28 أغسطس، أمام مخبازة الشيباني -شارع حدة، وراح ضحيتها أحد المارة. تفاجأ أن السلطات الأمنية التي لجأ إليها أبقته تحت الإقامة الجبرية وطلب وزير الداخلية منه ضمانات بعدم مغادرته العاصمة.
بعد مضي 12 يوماً من الواقعة قررت الأجهزة الأمنية احتجاز الضحية في سجن البحث الجنائي في العاصمة ومنعت عنه الزيارة.
«الشيخ معتقل بدون وجه حق، وهو الذي تعرض لمحاولة اغتيال... هناك عسف واضح بحق موكلي ولا نعرف ماهي الدوافع». قال عبدالعزيز السماوي محامي الشيخ لـ«النداء».
السماوي لم يؤكد معلومات صحفية أفادت نقل ملف القضية الى النيابة المختصة، وقال: إن حدث ذلك فهي نتيجة إحساس المسؤولين في السلطة الأمنية أن اعتقالهم للشيخ تم بمخالفة قانونية وارادوا التخلص من تبعات تلك المخالفة.
الرواية الأمنية التي بررت بها تصرفها مع الشيخ أخذت منحى أسطورياً حين قالت -وفق السماوي- إنها اعتقلت الشيخ بناءً على وصية القتيل الذي سقط في موقع الحادثة، وقوله لها «شاهدت المخلافي وجماعته يطلقون الرصاص عليَّ».
وإذ شكك السماوي في تلك الرواية وأبدى تخوفه من الفبركة الأمنية، قال بنبرة ساخرة: القتيل سقط برصاصة أصابته من الخلف وكيف لشخص قتل من الخلف أن يرى قاتله!
 الشيخ حمود سعيد المخلافي الذي يأتمر له مئات المسلحين من أبناء شرعب ومحافظة تعز، لم يوجه التهمة لأحد في الحادثة التي تعرض لها وطلب من السلطات إيجاد الجناة فقط. لكن عملية اعتقاله تثير تساؤلات حول الاجراءات الأمنية ونبل مقاصدها.
ومطلع الأسبوع الجاري تصدر بيان مجهول النسب وسائل إعلامية موالية للسلطة اتهم المخلافي باختلاق حادثة الاغتيال لكسب أكبر قدر من الشعبية قبيل الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام القادم، فضلاً عن سبِّه ونعته بألفاظ نابية مشينة.
وكانت مصادر مقربة من الشيخ أكدت أن أحد المتهمين الذي سلم نفسه السبت الماضي للأجهزة الأمنية اعترف باطلاق الرصاص من سلاح كاتم صوت على الشيخ المخلافي وأنه اشترك في هذه العملية مع إثنين آخرين.
المتهم طبقاً للمصادر ينتمي لأسرة الأعوش من قبائل مراد بمأرب. ومعلوم أن تلك القبائل لم تلجأ في تاريخها إلى استخدام سلاح كاتم الصوت في صراعاتها.
 وفي حين لم يستبعد السماوي أن يكون مصدر وصية القتيل واعتراف المتهم جهة واحدة، أكد أن المطلب الوحيد حالياً يتمثل في إطلاق سراح الشيخ وملاحقة الجناة الذين حاولوا اغتياله.
وعلمت «النداء» من مصادر خاصة أن مجاميع من أنصار وأتباع الشيخ المخلافي قد تدفقوا إلى العاصمة خلال الأسبوعين الماضيين. وإذ لفتت إلى أن مئات المسلحين ينتظرون إشارة من الشيخ لتصعيد الموقف، أكدت أن الشيخ رفض الانجرار وراء الاستفزازات الأمنية وفضل المسار القانوني للقضية. وأشارت المصادر إلى أن أسرة الشيخ المخلافي لن تسمح بتمييع القضية وأنها وأنصار الشيخ يتأهبون لتنظيم أعمال احتجاجية سلمية جراء استمرار الاجراءات التعسفية وتقاعس الأمن عن القيام بمسؤوليته.