21 عاماً من الحضور.. صباح الخير يا ناجي العلي

21 عاماً من الحضور .. صباح الخير يا ناجي العلي

«النداء»
دبّت الروح طوال أسبوع كامل في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، وقد تحول إلى منزل ثان لفنان الكاريكاتور العربي الأشهر، الفلسطيني ناجي العلي. وقد تحول لساحة مفتوحة لهذا الفنان المُغتال، يرسم فيها مجدداً لوحاته التي ما تزال تقول بجديد الصباح العربي وواقعه المر، لكأنه لم يمت أو يذهب لحياة أخرى بعد رصاصة خرجت من كاتم صوت تم إطلاقها عليه من قبل شاب مجهول في لندن صباح ال22 من يوليو 1987 فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في ال29 أغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم "عين الحلوة" بجانب والده، وذلك لصعوبة تحقيق طلبه. قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان، ووجدت أسلحة في شقته، لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل إن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية، مما أثار غضبها، وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن. ولم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. واختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أم المخابرات العراقية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.
وفي فعالية مركز الدراسات والبحوث اليمني للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي والتي حملت عنوان "ناجي العلي، الفنان والإنسان"، جاء معرض خاص بلوحات مهداة من قبل نجل الفنان الراحل خالد ناجي العلي ضمت أعمالاً مختلفة كان قد نشرها في عدد من الصحف التي اشتغل فيها. إضافة لعروض سينمائية خاصة بالراحل الكبير، منها فيلم "ناجي العلي" الذي قام بإخراجه الراحل عاطف الطيب وقام ببطولته الفنان نور الشريف.
إلى هذا كانت ندوة كبيرة قد أقيمت على هامش فعاليات الاحتفالية، وهي فعالية ندوة علمية ونقدية حملت سبع أوراق نقدية قارئة، مكتوبة من قبل عدد من الباحثين والكتاب اليمنيين والعرب. وهي أوراق حملت تواقيع كل من الناقد العراقي حاتم الصكر الذي كتب عن "أيقونة الروح وبوصلة الوطن.. الرؤية النقدية في رسوم ناجي العلي". في حين كتبت الباحثة بلقيس الحضراني عن "صورة المرأة.. تعدد الدلالات ومحور الحرية". الناقدة التشكيلية آمنة النصيري من جهتها كتبت عن مسألة كون ناجي العلي بوصفه مقتلهم لا القتيل. وتالياً كتب الباحث عبد الباري طاهر عن "ناجي العلي.. ضميرنا الحيّ". أما الباحث قادري أحمد حيدر فقد كتب عن "ناجي العلي.. الوطن والفن في الممارسة السياسية" (وهي الورقة التي قرأتها نيابة عنه الباحثة نضال الإرياني). كما كتب الناقد والفنان التشكيلي صبري الحيقي عن "المفارقة في فن الكاريكاتير، قراءة في أعمال ناجي العلي". وكان ختام القراءات ورقة جمال جبران عن "فيلم ناجي العلي.. قراءة سياسية وفنية".