زوجة الصحفي الراحل عبدالوهاب المؤيد تشكو خذلان أصدقائه الحميمين.. أمهات وزوجات ضحايا الاختفاء القسري يتحدثن عن معاناتهن جراء اخفاء أقاربهن

 عبَّرت رضية أبو طالب زوجة الصحفي الراحل عبدالوهاب المؤيد صاحب «موسوعة الصحافة اليمنية»، عن صدمتها لموقف أصدقاء زوجها حيال محنة أسرته التي تكابد العذاب منذ نحو شهرين جراء قيام الأمن السياسي باختطاف لؤي عبدالوهاب المؤيد، وإخفائه قسرياً.
وأشارت إلى أحد الأمثلة عن تخلي أصدقاء الفقيد عن الأسرة، حيث لفتت إلى أن أحد أقرب أصدقاء المؤيد تجاهل واقعة الاخفاء القسري للؤي، وقد بَلَغَ أسرة المؤيد أن الصديق الحميم خائف من تبعات إثارة الموضوع مع الجهات المختصة.
وكانت رضية أبو طالب تتحدث إلى حشد من الصحفيين والحقوقيين والسياسيين في ندوة عن ملفات المعتقلين والمخفيين قسرياً بعد حرب صعدة، عُقدت في مقر صحيفة يمن تايمز أمس الثلاثاء. وخصصت الندوة التي أدارتها الناشطة الحقوقية بلقيس اللهبي، فقرة في برنامجها لشهادات أمهات وزوجات المخفيين قسرياً.
وإلى رضيه استمع الحضور إلى شهادات جميلة زايد زوجة محمد مفتاح، وهناء العلوي زوجة عبدالقادر المهدي، وإيمان الغرباني زوجة على العماد، ومريم المطري والدة عبدالملك المطري.
وكان رئيس تحرير «النداء» الزميل سامي غالب انتقد في مداخلته «الحساسية المتدنية لدى النخب السياسية حيال مأساة أسر المخفيين قسرياً». كما حَمَلَ على موقف أصدقاء، وزملاء فقيد الصحافة عبدالوهاب المؤيد، إذ أشار إلى اتصال أجراه مع ندى المؤيد إبنة عبدالوهاب المؤيد، سألها خلاله ما إذا كان أحد من أصدقاء والدها قد اتصل بالأسرة، فردَّت بألم شديد موضحة بأن أحداً لم يتصل بهم.
سامي غالب نبه إلى أهمية اخضاع سلوك المؤسسة الأمنية للبحث والتدقيق، خصوصاً فيما يخص العقيدة التي تحركها لافتاً إلى ممارسات ذات طابع مذهبي وعنصري تسيء للمؤسسة الأمنية. وأتاحت الندوة لأسر الضحايا فرصة البوح عن معاناتها بسبب جرائم الاختفاء القسري التي مورست ضدها. وقد كان لافتاً الشجاعة التي تحلت بها الأمهات والزوجات في شهاداتهن.
وتم تنظيم الندوة من 5 منظمات حقوقية هي المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية ومنتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان ومنتدى حوار الالكتروني والمرصد اليمني لحقوق الانسان ومنظمة التغيير.
بعض الأسر تمكنت مؤخراً من التوصل إلى معلومات عن أوضاع المختفين، وتحدثت مريم المطري بحرقة عن معاناتها جراء اختطاف ولدها عبدالملك بالقرب من بيت الأسرة. وقالت إنها تمكنت مؤخراً من زيارة ولدها في الأمن السياسي، لكنها شكت بحرقة من عدم تمكنها من الحديث إليه، إذْ قالت: سرت أزور ابني لكن ما سترتش أكلمه.
ومريم المطري هي أخت الشيخ الراحل أحمد علي المطري أبرز الشخصيات السياسية في عقود ما بعد ثورة سبتمبر. وكان توفي مطلع التسعينات.
وشهدت صنعاء ومدن يمنية أخرى انتهاكات واسعة استهدفت شباباً وأطفالاً وشيوخاً تشتبه السلطات بتعاونهم مع الحوثيين.
وشكت قريبات المخفيين قسرياً والمعتقلين من لامبالاة الجهات المسؤولة حيال جرائم الأجهزة الأمنية. كما أشرن إلى الإهانات التي تعرضن لها جراء اصرارهن على كشف مصائر الضحايا.
وتحدثت جميلة زايد عن معاناة أسرتها جراء عمليات استهداف زوجها محمد مفتاح، المستمرة منذ نحو 4 سنوات. وأشارت بوجه خاص إلى الهمجية التي تعتمدها الأجهزة الأمنية حيال زوجها، وترويع أطفاله. وسردت تفاصيل حزينة عن زيارتها إلى الأمن السياسي للقاء زوجها، وبينها التعامل الفظ من رجال الأمن مع الأسرة ومع زوجها.
وإذ حذرت من خطورة الوضع الصحي لزوجها، قالت إنها تخشى ألاَّ تتمكن من رؤيته في الزيارة القادمة لأنه قد يكون فارق الحياة. وختمت قائلة: «أحمل الدولة مسؤولية مصير زوجي».
وإلى جميلة تحدثت أميرة (13عاماً) أبنة محمد مفتاح عن الفراغ الذي تعيشه هي واخويها (أمير الدين12سنة، طه15 سنة) في ظل غياب والدهم والإنتظار اليومي لعودته. وقالت: «لقد أضاعوا (الخاطفون) المرح والبشاشة من قلوبنا.. ولا استطيع أن اتخيل الشهر الكريم بدون والدي الحبيب». مطالبة بالإفراج الفوري عن والدها.
واستمع الحضور إلى مداخلات من شخصيات سياسية وقانونية واعلامية. وقرر المشاركون تنظيم اعتصام أمام الأمن السياسي صباح اليوم، وذلك بناءً على اقتراح من النائب سلطان السامعي.