لعبدالكريم الخيواني: آه.. كم نحبك.. كم نحسدك

خالد سلمان لعبدالكريم الخيواني: آه.. كم نحبك.. كم نحسدك

عبد الكريم:
الآن دمعة تحمل كل قهر الدنيا تترقرق في عينيًّ.. تتكور.. تستطيل تستجمع قواها كي تغادر محبسها.. أتذكر موروث أمي:
الرجال لا يبكون.. أضيِّق هامش الحركة أمامها.. أطبق عليها الأجفان فترحل صوب الداخل أخدود حزن وجمرة احتراق.
عبدالكريم:
دمعة قهر تسكن روحي.. تدق في القلب أوتاد خيمتها، تخط رقعة البقاء المؤبد.. في وطن مخضب بقضبان تأوي خلفها كلمة أطلقتها عبدالكريم في قلب جمهورية الخوف.. كلمة زلزلت بها جوف ليل السلطان.. كلمة تبذر في أفق البلاد أزمنة السنونو العائدة إلى مدائنها حاملة لقاحات الفصول القادمة.
عبدالكريم:
أستعيد حزمة أوراق يتدلى من رأسها جسد الفكرة.. طازجة بطراوة جسد خرج للتو من تحت "حمام" مقصلة:
"إنه الزمن الرديء.. يا خالد"؛ هكذا كتبت عبدالكريم مفتتحاً معركة وطن عدواني المزاج.. يتوزع أبناؤه بين المنافي والسجون وقسوة مشاعر الانتماء.. لجغرافيا بلا فسحة أمل.. بلا وطن.
عبدالكريم:
ندي عنوانك يا صديقي.. حميم الالتصاق.. يستعيد حضور اللحظة كلما ابتلعنا بحر الظلم.. وكلما مضى بنا من شدق عسف إلى أنياب كارثة.. لتبقى أنت يا صديقي مصفاة أوجاعنا.. حامل صخرة حلم في وجه تقادم المحن.. لم يزل حياً صاخباً ندياً لا يُبلى.. لا يموت.
عبدالكريم:
من أين لهم اغتيالك بخلية صنعاء.. وأنت المتجاوز خارطة الكون.. المتسامي بامتدادات الرحاب الفسيحة.. من أين لهذا المسخ هز جذعك بحكم ابن خطيئة.. وأنت في وجه الإعصار الشامخ.. السامق.. خصم ندرة العدل... وللغد المرَّحل أنت الابتداء... شهادة ميلاده.. قائمة الاشتهاءات.. تفاصيلنا الفِرحه المؤجلة.. وأنت عنوان المرحلة..
عبدالكريم:
التواشيح والأذكار وتراتيل صوت الله الأخضر.. على الأرض اليباب أنت يا صديقي.. وفي وجه عبوس (الوشاح) سياف إمام القصر.. أنت نبوءة همسة الصدق وجلجلة الضحكة الواثقة.
عبدالكريم:
أيها الطليق في الوطن السجين.. لم يعد للكلام من نفع.. لم يعد هناك بعدك ما يقال.. فقط:
كم نحبك.. آه يا صديقي كم نحسدك.
[email protected]