دخلت الاعتصامات اسبوعها الثالث.. الأمن يشل التعليم في جامعة عدن

- عدن - مشعل محمد
للأسبوع الثالث على التوالي تعيش جامعة عدن حالة من الشلل شبه التام للعملية التعليمية وتوتراً أمنياً وصل ذروته هذا الأسبوع بإقفال أبواب الكليات أمام الطلاب والأساتذة من قبل أفراد الأمن المركزي والاعتداء على الطلاب والطالبات بالضرب والملاحقة والاعتقالات.
اعتصام الطلاب في جامعة عدن بدأ بكلية التربية يوم 5/4/2008 على إثر الحملة العسكرية في عديد من المحافظات والمناطق الجنوبية وما صاحبها من حملة اعتقالات واسعة طالت القيادات والناشطين السياسيين وأساتذة وطلاب الجامعة.
ورغم مواجهة الاعتصامات الطلابية السلمية بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع والهراوات من قبل أفراد وأطقم قوات الأمن المركزي إلا أن الطلاب أبدوا إصراراً على مواصلة احتجاجهم خلال ثلاثة أسابيع متواصلة وصلت في بعض الأيام (الاحتجاجات) جميع الكليات في وقت واحد, إضافة إلى كليات الفروع صبر وكلية التربية ردفان والضالع وطور الباحة ويافع.يوم الأثنين 27-4-2008 ,وصل التصعيد الطلابي ذروته في عموم كليات جامعة عدن وتوقف التعليم في الفترتين الصباحية والمسائية وفي الوقت الذي كانت فيه السلطة تقوم بالتحريض لإقامة مهرجان خطابي للأحتفال بيوم الديمقراطية من خلال حشد طلاب المدارس الأبتدائية والثانوية والجامعية وموظفي الدوائر الحكومية كان طلاب جامعة عدن قد قرروا تنفيذ اعتصام في عموم كلياتها في صباح اليوم نفسه 27-4-2008 الأمر الذي أربك ترتيبات السلطة خاصة في الجامعة حيث لم تنجح السلطة في حشد العدد المتفق عليه مع عمداء الكليات بتحضير ما لا يقل عن مائتي طالب من كل كلية وحشدهم إلى ساحة الحرية في خورمكسر مكان إقامة احتفالات السلطة بيوم الديمقراطية وهو الأمر الذي أكده أعضاء من اتحاد الطلاب بالجامعة.
ترتيبات الطلاب للاعتصامات الاحتجاجية في يوم الديمقراطية أثارت حفيظة السلطة حيث أقدمت بمساعدة قوات الأمن المركزي على إغلاق كليات الجامعة ومنع دخول الطلاب والمعلمين ومحاولة إجبار الطلاب على ركوب الحافلات الأمر الذي قُوبل بالرفض من قبل كثير من الطلاب والطالبات حين كانت ترتيبات الطلاب عبارة عن اعتصامات داخل الكليات.
لكن بعد إغلاق كلياتهم أقيمت الاعتصامات في الشوارع المحاذية للكليات ورفع المعتصمون شعارات منددة باحتفال السلطة بيوم الديمقراطية في الوقت الذي تقوم بقمع الطلاب ومنعهم من الاعتصام السلمي وردد الطلاب هتافات معادية للممارسات الأمنية في الجامعة بينما قامت أطقم الأمن المركزي بقمع المحتجين بالقنابل الدخانية والهراوات في محاولة لمنع الاعتصام وقام أفراد الأمن المركزي بالاعتداء على الطلاب بالضرب وملاحقتهم واعتقال عشرات منهم تم الإفراج عنهم في نفس اليوم كما تعرضت إحدى الطالبات للضرب من قبل جنود الأمن المركزي، وكانت محصلة الطلاب المعتقلين تجاوزت 27طالباً في الحقوق وحدها خلال يوم واحد، استخدام القوة ضد اعتصامات الطلاب واقتحام الأطقم لحرم الكليات والاعتداء على الطلاب والطالبات واعتقالهم دفع الطلاب إلى القيام بإعتصام آخر في اليوم التالي 28-4-2008 طالبوا فيه من خلال بيان، بالكف عن عسكرة الجامعة والتحريض الإرهابي ضد الحراك السلمي المعبر عن قضايا عادلة حسب البيان كما طالبوا البيان بسرعة تقديم من قاموا بالاعتداء على الطلبات إلى النيابة وسرعة الافراج عن جميع المعتقلين من طلاب وأساتذة الجامعة وقادة الحراك السلمي، وأدان البيان قمع الاعتصامات واعتقال عشرات الطلاب وإقتحام الكليات والاعتداء على الطلبات لممارسات وصفه البيان بالتصرفات الإرهابية الجبانة والغير مسئولة وأشار إلى أن "الطلاب يعيشون ظرفاً طارئاً أعلنت فيه السلطة حرباً شاملة علينا وعلى أبائنا وإخواننا وزملائنا الأمر الذي ينعكس علينا وعلى مستوانا التعليمي.
أساتذة الجامعة بدورهم أعلنوا رفضهم واستنكارهم للانتهاكات الأمنية في الجامعة وعبروا عن ذلك من خلال الغياب التام لهم في ساعة دوامهم في الجامعة في الفترتين الصباحية والمسائية خلال يومي الأحد والاثنين كموقف رافض لاقدام قوات الأمن على قمع الطلاب وإغلاق أبواب الكليات بوجه هيئة التدريس.
اتحاد طلاب الجامعة رفض بدوره الانتهاكات الأمنية وعسكرة الحياة الجامعية في بيان صادر عنه وطالب بإتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن ارائهم بينما أشار د/عبد الله العليمي نائب رئيس إتحاد طلاب جامعة عدن إلى أن الاعتصامات الطلابية في الأسبوعين الأولين كانت تتفاوت من كلية إلى أخرى إلا أنها وصلت هذا الأسبوع إلى منعطف خطير جداً جراء استخدام القوة العسكرية المفرطة لمواجهة الطلاب واقتحام الكليات واستنكر العليمي تعامل بعض العمداء في الكليات بأسلوب غير حضاري مع الطلاب والمساعدة على الانتهاكات الأمنية في حق الطلاب ووصل الأمر حد إغلاق الكليات في وجه الطلاب والمعلمين ومحاولة إجبار الطلاب والطالبات على المشاركة في احتفالات السلطة بيوم الديمقراطية الزائف حسب وصف العليمي.
 رئيس الجامعة د/ عبد الوهاب راوح ومن خلال لقائه برؤساء القطاعات الطلابية الحزبية عقب تنظيم اعتصام رمزي أمام بوابة رئاسة الجامعة أبدى عدم رضاه عن الوضع الأمني والتعليمي وما يحصل في الجامعة واستنكر الانتهاكات الأمنية داخل حرمها، والمح الدكتور راوح بعدم قدرته وقف التدخل الأمني الذي يستمد سلطته من جهات ربما تتجاوز حتى وزير الداخلية، ثم عاد مرة أخرى ليؤكد لممثلي القطاعات الطلابية انه سوف يقوم خلال الأيام القادمة بمحاولة لوضع معالجات للأوضاع المتردية في الجامعة.
 

سجناء زنجبار يحيون فعاليات طلاب جامعة عدن
 
استغرب عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي احتفالات السلطة في 27 ابريل بيوم الديمقراطية فيما الأطقم العسكرية والدبابات تجوب الشوارع «ومحافظات الجنوب تنزف دماً بسبب الممارسات الخاطئة».
وتساءل: «أية ديمقراطية يحتفلون (بها) وزنازين السلطة تعص بالكثير من أبناء الشعب لأنهم أعلنوا رفضهم أساليب الضم والإلحاق».
النقيب كان يتحدث الأحد في مهرجان جماهيري في زنجبار -أبين، دعت إليه فعاليات سياسية ومدنية تضامناً مع المعتقلين على ذمة الاحداث والاحتجاجات في المحافظات الجنوبية والشرقية.
وإذ شدَّد على أن دماء الشهداء لا تسقط بالتقادم، جدد مطالبة السلطة بالقبض على المتورطين في قتل «أبنائنا في ساحات النضال السلمي في ردفان والضالع وعدن وحضرموت». وتعهد بعدم السكوت عن دمائهم البريئة حتى وان تطلب الأمر اللجوء إلى القضاء الدولي.
وإذ حيَّا المشاركين في المهرجان من الرجال والنساء الذين لم ترهبهم الأطقم ولم تمنعهم النقاط العسكرية من الحضور، فقد نوه برجال الأمن «الذين جاءوا ليشاركونا هذه الفعالية ويحموها».
علي دهمس عضو مركزية الاشتراكي ورئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان أكدَّ في كلمته على مواصلة النضال السلمي حتى يتم الاعتراف بالقضية الجنوبية. وقال: جئنا لنرفض سياسة الاعتقالات الجماعية للناشطين السياسيين وقادة الحراك السلمي، وعسكرة الحياة المدنية».
وألقيت في المهرجان كلمتان عن القطاع الطلابي (الطالب مطيع ناجي) والمجتمع المدني (وجدان ماس)، وقصائد شعرية وبرقيات تضامن من شخصيات سياسية.
وصدر عن المهرجان بيان أكد على أولوية الاعتراف بالقضية الجنوبية كمدخل لمعالجة مختلف القضايا المتفرعة عنها. وطالب برفع المظاهر العسكرية والكف عن عسكرة الحياة المدنية، والكشف عن مرتكبي جرائم قتل شهداء الاحتجاجات.
ودعا البيان منظمات حقوق الانسان ومنظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى التدخل لدى السلطات للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وأدان حملة الاعتقالات والتهديدات والانتهاكات واغلاق الصحف ومحاكمة الصحفيين.
وتلي في المهرجان بيان عن المعتقلين السياسيين في أبين، اعلنوا فيه تمسكهم بحقهم في النضال السلمي، وحيوا نضالات طلاب كليات جامعة عدن ومطالبهم «بالإفراج عنا ومؤازرتنا، ونشد على أيديهم للاستمرار في المطالبة بحقهم في التخلص من عسكرة الجامعة»، كما أعلنوا تضامنهم مع كل المقهورين والمظلومين في عموم اليمن.
وقع على البيان المعتقلون في سجن زنجبار: علي الصوري، عباس العسل، أحمد القمع، وسالم صالح، دوعن منصور دوعن، سالم منصور دوعن، مهدي محمد غاوس، قادري حسن.