أول تقرير يرصد معاناة النساء جراء حرب صعدة.. 70 قتيلة والعشرات من ضحايا التعذيب والاعتقال

- حمدي عبدالوهاب الحسامي
خلال 4 سنوات من عمر المواجهات بين الجيش وأتباع الحوثي، لم يقتصر سقوط الضحايا على المحاربين إذ شملت من ليس لهم علاقة، نساء وأطفالاً وكبار السن.
حرب صعدة التي انتهت بناء على اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين وُقع في العاصمة القطرية الدوحة أوائل الشهر الماضي، بلغت فيها الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في صعدة 220 حالة إنتهاك.
وتوزعت مابين 70 حالة قتل و23 اعتقال، والباقي تمثلت في اعتداء جسدي وإصابات وتعذيب وإرهاب وتمييز طائفي وعنصري واغتصاب. جميع هذه الانتهاكات كان مصدرها قوات الجيش، حسب ما ذكر تقرير حركة دفاع لرصد ومناهضة انتهاكات حقوق المرأة في اليمن.
من ابرز الانتهاكات التي رصدت في التقرير ما تعرضت له الطفلة جرادة أحمد عيضة (3 أعوام) التي قتلت مع أختها 7 سنوات عندما كانتا تلعبان أمام منزلهما، بشظايا قذائف صاروخية أثناء الضرب العشوائي على قرية كتاف الصادر من قبل الجيش.
الحادثة التي تعرضت لها اماني محمد عبده (7 عوام) وأدت إلى وفاتها، لا تقل بشاعة عن حادثة وفاة جرادة. إذ ذكر التقرير أنها قتلت بعملية قنص. وجاء في التقرير أن أمينة مهدي ضيف الله من قرية «ولد نوار» مديرية ضحيان التي أصيبت بجروح خطيرة في يدها أن ولديها الأول 4 سنوات والثاني شهرين قتلى في حضنها عندما سقط صاروخ على منزلها أطلقته قوات الجيش في مارس 2007.
حركة دفاع التي رحبت بالإعلان الرسمي عن إن إيقاف الحرب في محافظة صعدة الذي أتى بعد جهود عدة وساطات كان آخرها الوساطة القطرية دعت إلى سرعة معالجة وإزالة آثار الحرب التي أوقعت الكثير من الانتهاكات والجرائم بحق السكان في المناطق التي تعرضت للقصف.
عملية الرصد للانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في صعدة أثناء الحرب تعد خطوة أولى في برنامج الحركة التي أتت لحماية المجتمع والمرأة اليمنية من ممارسات العنف الرسمي التي تعرض له من قبل السلطة. والعمل على مواجتها بمختلف الآليات السلمية المتاحة محلياً وإقليمياً ودولياً.
إنه وبرغم صعوبة اعتراف أهل المرأة بما وقع عليها من انتهاك لا يسمح بكشف جميع الحالات، إلا أنه من خلال البحث الجاد والملتزم بأمانة المعلومة تم رصد عدد من حالات التعدي على الشرف والاختطاف والتهديد بالاعتداء الجنسي وقتل الأطفال، وأن النساء هن من أكثر المتضررين من الحرب لما وقع عليهن من انتهاكات من قبل الجيش والجماعات القبلية والسلفية التكفيرية المساندة له.
وأضافت أن الانتهاكات الجسيمة بحق المرأة أدت إلى كثير من الحالات إلى إصابات نفسية شديدة وصلت عند البعض إلى فقدان الذاكرة أو الوفاة.
ويعد هذا التقرير الأول الذي يسلط الضوء على ما تعانيه المرأة بسبب الحرب وأعدته حركة دفاع التي لم يمض على إنشائها أكثر من شهرين ويديرها إسماعيل المتوكل ومستشارها عبدالله سلام الحكيمي.