حنايا..

حنايا.. هدى العطاس

كمثل هلال صغير ستبتسم الكرة الأرضية، وبرهافة ستردد: "هابي فالنتين"، عيد المحبة، أو عيد الحب، كما يحب البعض أن يطلق عليه.
 عندنا يتبرم البعض عند سماعه كلمة "فالنتين"، ويزعق خطباء المساجد ناعقين بالتحريم، لاعنين كل من يحتفل بالبدع. يا للتغرير! كان الأحرى بهؤلاء الاحتفاء بكل دعوة للمحبة وإشاعة الجمال والألفة والتسامي وكل القيم الخيرة المعطوفة على المحبة، ولو أتت على شكل عيد اخترعه الغرب أو أي شعب آخر. وكم نحن بأمس

 كمثل هلال صغير ستبتسم الكرة الأرضية، وبرهافة ستردد: "هابي فالنتين"، عيد المحبة، أو عيد الحب، كما يحب البعض أن يطلق عليه.
 عندنا يتبرم البعض عند سماعه كلمة "فالنتين"، ويزعق خطباء المساجد ناعقين بالتحريم، لاعنين كل من يحتفل بالبدع. يا للتغرير! كان الأحرى بهؤلاء الاحتفاء بكل دعوة للمحبة وإشاعة الجمال والألفة والتسامي وكل القيم الخيرة المعطوفة على المحبة، ولو أتت على شكل عيد اخترعه الغرب أو أي شعب آخر. وكم نحن بأمس الحاجة إلى مثل هكذا أعياد تشيع الوفاق والتسامح والتصالح والمحبة! فبالمحبة وحدها نعزز مواقعنا عند الله، ونصّاعد بأرواحنا. لماذا يفرغ ديننا الإسلامي من قيم القرب الإنساني ويتحول، على لسان بعض خطباء المساجد المغرَّرين والمغرِّرين، إلى عقيدة تنشد العقاب والقسوة والتكفير ونبذ الآخر حتى في مثاله الإنساني؟ إن خطيب المسجد الذي يرفض ويكفر المحتفلين بعيد للمحبة اخترعه الغرب، هذا الخطيب لا يرفض السيارة التي تنتظره أمام بوابة المسجد، التي اخترعها الغرب، ولا يربأ بنفسه عن استخدام التليفون كصناعة واختراع غربي محض، بل إن مجمل ما يحيط بمعاشه وحياته ليس سوى دوال للقريحة الغربية المخترعة، أتحدى أيّاً من هؤلاء دعاة التحريم الاستغناء عن التعاطي معها! هل فرغ واقعنا من قضاياه حتى لم يعد أمام خطباء المساجد إلا ترف الخطاب لمناقشة الاحتفاء بأعياد الغرب، فكيف بعيد للمحبة؟! كان عليهم أن يتبنوا الدعوة لها، بل ويكرسوا لها خطبا وخطبا، علهم يشاركون في نزع الوطن من واقع الكراهية التي تحتدم بين جنباته. لماذا لا تكون المحبة مدخل خطابهم لوعظ الفاسدين، لوعظ لصوص لقمة العيش، لوعظ سارقي الوطن؟ لماذا لا يحتشد خطابهم بالمحبة والرفق وتقصي مناطق الرأفة والتسامح في الدين، بدل الخطاب المدجج بالوعيد والتهديد وسوط الآخرة؟ ألا يكفي المواطن ما يعانيه من شظف المعاش وقسوة الواقع الدنيوي حتى يهدد بآخرته لمجرد أن يصبو لاقتناء لحظات يحتفي فيها بالحب يطري به جفاف أيامه؟! لا يليق بديننا السمح تكريس لغة وقيم الجلاد. إن الله محبة، وحديثنا ممتد.

دفق:
برفيف نحلة مبتلة بالعشق، بحنو رهيف، تسيل نظرتي على قسماتك العذبة، تنضح مسامات الوله دفئك، يتسربني، تغادرني خلايا الزمهرير... نفسه "فالنتين" لن يدرك مقدار محبتي لن يدرك حضورك الشاهق في حناياي.
hudaalattasMail