عدن عشية استقلال مختلف

عدن عشية استقلال مختلف - نبيل الصوفي

فشل مقترح غير رسمي بإحياء ليالي عدن بين أيام ال30 من نوفمبر وعيد الأضحى بأمسيات فنية لمطربي اليمن الموزعين في المنافي غير القسرية، والذين يطربون ملايين العرب ولكن من خارج بلادهم.
عدن، عوضا عن ذلك، تتهيأ لإبقاء نوفمبر حكراً على الصراع السياسي؛ المنتصر والمهزوم في حرب 94، السلطة والمعارضة كأحزاب وقوى اجتماعية ومصالح اقتصادية. أطراف الصراعات وضحاياها، المتضررين والمستفيدين من أداء الدولة ومؤسساتها ونشاط المعارضة.
وفيما تتزين شوارع عدن بالأضواء، قال غير شخص إن السبب "وجود الرئيس علي عبدالله صالح" وهذه الفترة الأطول التي يمضيها في عدن. فإن سباقا خفيا على ساحة العروض بين السلطة المحلية في المدينة والمجهول. حيث طلبت اللجنة العليا للاحتفالات التي يرأسها نائب رئيس الجمهورية من أحزاب اللقاء المشترك تأجيل احتفالهم في ذكرى جلاء بريطانيا، وفيما وافق الإصلاح والتنظيم الناصري فإن الاشتراكي يؤكد إنه ما لم يتاح للأحزاب تنظيم فعاليتهم فإن معارضة من نوع آخر ستتولى ذات المهمة.
لجنة الاحتفالات طلبت من المعارضة مشاركة المؤسسات الرسمية الحفل عشية ال30 من نوفمبر، واعدة بتسهيل مهمة الاحتفال بذات المناسبة في الخامس من ذات الشهر، خاصة وأن رئيس الجمهورية ورئيس حكومته سيحضرون حفل عدن الكرنفالي الذي سيقام في ملعب المدينة الرياضة بعدن.
زاد من حدة الجدال توزيع منشورات تطالب الجنوبيين بـ"الزحف على عدن" عشية ذكرى الاستقلال، تحت إسم المجلس الأعلى للمتقاعدين العسكريين الذي يتحول إلى قيادة غير معلنة لفعاليات معارضة من تحالفات مختلفة يجمعها العداء للسلطة الحالية.
سكان عدن "الأصليين" وفقا لتوصيف ممازح عن المدينة التي تفقد هويتها مع كل صراع فيها وحولها، لايخفون تبرمهم من وضعهم الراهن، ويظهرون تعاطفا مع المعارضة السياسية، ولكنها لاتعني لهم اللقاء المشترك الذي نعرفه، بل لهم لقاء مشترك خاص يضم شخصيات يعددونها من كتاب ومثقفين ومسئولين وقيادات حزبية لكن بـ"أشخاصهم".
وحين تسألهم عن "السلطة والوحدة" لايتأخر الكثير منهم في السخرية من "الدحابشة"، لكنه يتجه للحديث الآمل أن "تشهد عدن تغييراً للمسئولين، وتحسين للخدمات العامة". يضيف بعضهم "يوقفوا نحت الجبال وتسوير البحر بمنازلهم". وحين سألت أحدهم إن كان من يفعل ذلك هو من محافظة جنوبية أو شمالية، كان الرد: "المهم دحابشة". وهو هنا يستخدم التسمية كمصطلح سياسي شبيه بمصطلحات عدن الثابتة التي تستخدم للسخرية. كمصطلحها عن "عيال الدوم" عن أبناء الضالع، أو "بي ر" عن القادمين من خارج المدينة.
لعدن سخرية خاصة لاتعبر عن أي كراهية، ف"الغوبة" مصطلح يلاحق سكان المنصورة، وعيال "الكيك واللبن" في المعلا مقابل "خمير وشاهي" كريتر. وإذا كانت بنت خور مكسر الذي كان حيا للدبلوماسيين متهمة بالحديث وكأنها "مندوبة في الأمم المتحدة" فإن "شيخية" مصطلح يطلق على طليقة اللسان أو الأقرب لكونه "سليطا".
عدن تنتظر يوما جديدا من صراع "أبناء الريف"، لكنها وفقا لصياد في عقده الرابع "ستنتصر ولو بعد 129 عاما" في إشارة للمدة التي قضاها البريطانيون فيها. كل ما تحتاجه عدن ثقافة مدينية تعددية يملك مواطنوها سلطة تدير لهم حياتهم وفقا للقانون.
nbil