الامن يعرقل وصية مسن في غرفة الانعاش.. عمارة خيرية رهن الاعتقال

الامن يعرقل وصية مسن في غرفة الانعاش.. عمارة خيرية رهن الاعتقال

- بشير السيد
في ظهيرة 12 ديسمبر الفائت غادر جواد محمد شيباني مطار صنعاء على طيران الأردنية متجهاً الى لندن، بعد مضي شهرين قضاها في أحد أجنحة عمارة الروضة للشقق المفروشة التي يملكها في أمانة العاصمة.
والراجح أن شيباني ذا الجنسية البريطانية كان ممتناً من نفسه ويشعر بالرضى، بعد أن نذر ثلث إيرادات عمارته للأعمال الخيرية (حالياً الثلث =60 ألف دولار في السنة). الرجل الذي شارف على المائة عام، يرقد منذ ثلاثة أشهر في العناية المركزة بأحد المستشفيات البريطانية، ويحرص الأبناء على إخفاء الأخبار السيئة عنه، وتحديداً تلك التي ترد من اليمن بخصوص عمارة الروضة، خوفاً على حياته.
لكن الأخبار ذاتها لم تعد سراً في اليمن، وتحديداً على السلطات الأمنية وكبار مسؤولي وزارة الداخلية، بمن فيهم وزيرها.
عمارة الروضة الواقعة بجوار فندق رمادة حدة والمكونة من 22 شقة مفروشة و6 أجنحة موزعة على 5 طوابق تقطنها عائلات أجنبية ويصل إيرادها الشهري الى 16 ألف دولار. ليس هذا فحسب، فإلى الأسر الأجنبية يوجد 10 مسلحين يقيمون في إحدى الشقق ويديرون شؤونها ويستلمون الإيجارات منذ 5 أشهر.
 وطبق المعلومات فإن خلافاً مالياً نشب بين الوكيل السابق للعمارة، علي الأزرق، والوكلاء الحاليين، عبدالباقي الأغبري وفاطمة شبيان، بعد سفر المالك بيومين، وقاد الى تحكيم الرائد حميد علي الحميدي مدير امن مديرية بني ضبيان والقاضي محمد بازي لإجراء الحسابات المالية وذلك في 16 ديسمبر الفائت. وبعد ثلاثة أشهر كان الوكلاء الحاليون يطرقون قسم منطقة السبعين ونيابة جنوب غرب الأمانة ومكتب وزير الداخلية يشكون الحميدي بأنه اقتحم العمارة هو ومجموعة مسلحة وطردوا موظفيها واستلام الإيجارات. وحصلت «النداء» على مذكرة مدير عام أمن أمانة العاصمة موجهة لوزير الداخلية في 27 ابريل الفائت تؤكد شكوى الوكيلين، والتي طالب فيها الوزير بالتوجيه إلى مدير عام أمن محافظة صنعاء - الجهه المسؤولة عن أمن مديرية بني ضبيان- بإلزام الحميدي وأصحابه بالخروج من العمارة.
 كل هذه الإجراءات والمالك لا يعلم سوى أنه غادر صنعاء نهاية العام الفائت مخلفاً صدقة جارية.
 لكن وزير الداخلية على علم، وسبق وأن أصدر ثلاثة توجيهات بإخراج المسلحين من العمارة وإحضار الرائد الحميدي، رافقتها توجيهات محكمة استئناف الأمانة، وأيضاً توجيهات نيابة جنوب غرب، و مذكرات نائب وزير الداخلية لقطاع الأمن الموجهة لمدير عام أمن محافظة صنعاء دون جدوى.
الوكيلان سيواصلان طرق القنوات الرسمية لاسترداد حق جواد: الرجل الخيِّر الذي يتلقى حالياً العلاج في العناية المركزة في أحد المستشفيات البريطانية منذُ ثلاثة أشهر.
مصادر في الداخلية أفادت أن وزير الداخلية وجه ظهيرة أمس مدير عام أمن العاصمة بضبط الحميدي والاستعانة بالأمن المركزي. «النداء» اتصلت بالرائد الحميدي لأخذ وجهة نظره، وطلبت منه الرد على ما ورد في المذكرات، وفي البدء قال أنه وأثناء جلسات التحكيم لإجراء محاسبة بين الوكلاء عبر محاسب قانوني اكتشف وجود اختلاسات مالية وعملية نصب من قبل الوكلاء وإن تصرفه ينطلق من حرصه على حماية أموال الشيباني. ثم طلب أسئلة مكتوبة، وبعد ثلاثة أسابيع رفض الاجابة عليها، كما وطلب عدم نشر قضية عمارة الروضة (...) التي ورد اسمه فيها.