«اقتل كلباً واحصل على 500ريال».. في بلدٍ بلا مصحات نفسية، المجانين إلى السجن!!

«اقتل كلباً واحصل على 500ريال».. في بلدٍ بلا مصحات نفسية، المجانين إلى السجن!!

- علي الضبيبي
«على كل كلب 500 ريال يا نعمة الله دومي» هكذا قال أحد سائقي سيارات البلدية بعد أن قتل كلبة وصغارها الخمسة بإبر سامة، ثك رماهم على «قلاب القمامة»، سألناه متعاطفين مع الضحية التي قتلت وجراؤها فأجاب بذلك. أحد الناس المتألمين خاطبه: «حرام يا ابني حرام»!! فرد عليه «حرام عليكم انتم تمنعونا من طلبة الله، تشتو نموت جوع».
حملة شنتها أمانة العاصمة في الفترة الماضية ضد أصحاب العربيات، والبيوت العشوائية واصحاب الموتورات والكلاب والمتسولين.
ويبدو ان في أجندة الأمانة حالياً تنظيف الشوارع من المجانين والمختلين عقلياً الذين لا مأوى لهم سوى الشوارع وأرصفتها.
فقبل يومين لوحظ في احد الشوارع حملة عسكرية لملاحقة كل المجانين المبعثرين على جانبي شارع الزبيري القريب من سور صنعاء القديمة النائمين منهم والمتجولين في صورة «كوميدوتراجيدية» تبعث على الضحك والحزن في آن.. أحد الناس حلل الموضوع: «قدروا ليش وقفوا ملاحقة العربيات والموترات ورجعوا يلاحقوا المجانين لأن الانتخابات قريبة وعاق والديهم (المجانين) ما عندهمش بطائق انتخابية أو عندهم بطائق بس ما خرجوش المسيرة وهم خايفين لا يرشحوا بن شملان».
القضية تبدو مؤقتة وعلينا أن نعذر الحكومة خاصة إذا كان هناك ضيف كبير سيصل إلى اليمن ويشاهد عن يمينه وشماله اعداداً كثيرة من اليمنيين يفترشون الرصيف وآخرين يضربون الشوارع إلى حيثما نهاية.
«يا جماعة الحكومة ما قصدهاش تزعجهم أو توقظهم من نومهم بس تضيّفهم في السجن بكاسة شاي وبعدما يسافر الضيف تردهم إلى مواقعهم سالمين أو تدي بدلهم». هكذا علق أحد المواطنين ساخراً من الحكومة.
الحملة المنظمة ضد المجانين بحاجة ماسة إلى عقلاء يتضامنون معهم فهؤلاء مواطنون إستبد بهم الضعف والمرض وحولتهم الحياة إلى مشردين في الشوارع ونزلاء على كل الأرصفة التي لم تعد مكاناً آمناً لهم اليوم بعد نزول الأمن ومطاردة العسكر لهم باسلوب همجي مجنون تحت سياط الضرب العنيف (الدهف) اللاإنساني، فهؤلاء المواطنون ليست لهم نقابة تدافع عنهم ولا أسر أو حزب أو.. ولا يستطيعون الاعتصام امام مجلسي النواب او الوزراء، ولا توجد المصحات النفسية التي يمكن ان يساقوا اليها.. فالقضية انسانية بحته تتطلب الدفاع عن هؤلاء الناس المعذبين في وطن لم يعد للجميع كما عهدوه زمان، ليس بعيداً ان يكون احدنا على قائمة المرشحين للأرصفة ليواصل المشوار، ويكمَّل المسيرة.