أخفينا هوية «المعتمد» كي لا يلاحقه الأمن.. المتحدث باسم حزب التحرير عبدالله باذيب: نريد أخذ الحكم كاملاً

حوار: محمد العلائي
يصبو حزب التحرير إلى غاية واحدة: دولة الخلافة. وقبل بضعة أيام بدأ الحزب إحياء الذكرى ال86 "لهدم الخلافة الإسلامية". بالطبع يختلف نشاطه من دولة إسلامية لأخرى طبقاً لطبيعة الأنظمة السياسية.
ولئن تجمع في استاد بونج كارنو في العاصمة الإندونيسية جاكرتا زهاء 80 ألف شخص الأحد الماضي، للمشاركة في مؤتمر نظمته جماعة "حزب التحرير" الإسلامية الدولية، فقد اكتفى حزب التحرير (ولاية اليمن)، بعقد ندوة فكرية، يوم الخميس الفائت، في فندق حدة، عقدت تحت عنوان طويل: "الكيفية التي عالج بها الإسلام الاختلافات الفكرية والمذهبية، والقتال بين المسلمين، ودور الغرب في إذكائه".
جماعة حزب التحرير اليمنية، واكبت حدث ذكرى هدم الخلافة التي توافق 28رجب1442ه، 3 مارس1924، كما تؤرخ الجماعة، كسائر فروع الحزب في العالم.
حزب التحرير "الدولي" تأسس في القدس عام 1953. إلا أن وجوده في اليمن تأخر نحو4 عقود؛ إذ بدأ حضوره العلني عام 1995. وفي الآونة الأخيرة نظم عدة فعاليات.
وفي هذا الحوار رفض عبد الله عمر باذيب القيادي في حزب التحرير (ولاية اليمن)، الإفصاح عن مسؤول الحزب في اليمن والذي يطلق عليه تنظيمياً اسم "المعتمد". وأكد أن أنصار الحزب متواجدون بكثافة في مدن اليمن الكبيرة، دون تحديد.
تالياً نص الحوار الذي أجرته "النداء" مع المتحدث باسم حزب التحرير في اليمن الدكتور عبد الله عمر باذيب.
> ما هي الغاية التي ينشدها حزب التحرير؟ ولمَ تبنَّاها؟
- حزب التحرير تأسس عام 1953 في القدس، وبعد ذلك انتشر انتشاراً طبيعياً في العالم الإسلامي. انتقل إلى اليمن في حوالى 1995، أو 1996، ومن ثم بدأ نشاطه. الحزب عالمي لا يعتد بالحدود القومية، باعتبارها ناتجة عن الاستعمار البريطاني والفرنسي، تحت ما كان يسمى بالانتداب، ثم خرج استقلال مزيف أوجد هذه الدويلات.
بالطبع كل من يحمل الفكرة في أي مكان في العالم يبدأ العمل على حمل دعوة الخلافة والحكم بما أنزل الله. هدف الحزب وغايته استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة. فهو يرى أن الحياة الإسلامية قد انقطعت بعد هدم الخلافة في 3 آذار/ مارس 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك، الذي ألغى فكرة الخلافة وأقام جمهورية تركيا المستقلة على أساس علماني، بعدها صار المسلمون نهباً لأهداف المستعمر.
> هناك جماعات إسلامية أخرى تؤمن، بطريقة أو بأخرى، بفكرتكم نفسها، فيما خص الخلافة، لكن بطريقة أقل وضوحاً، فما هو الفرق؟
- أخي العزيز، الخلافة لا يمكن أن ينكرها أحد من المسلمين، ولكن هناك فرق بين العمل لها والدعوة إليها، وبين الاختباء خلف الفكرة لتحسين الصورة. بمعنى أن الجماعات، غير حزب التحرير، تدعو إلى الخلافة بشكل فردي، أفرادها يؤمنون بالفكرة. لكن بشكل جماعي هي تثبّت الأنظمة الوضعية الحالية، فمثلاً في الانتخابات يشاركون ويكون الحاكم الحالي هو مرشحهم، أو يجعلون ثوابت النظام ثوابت لهم. فهم يعتبرون اليمن دولة مستقلة ذات سيادة. وتحترم الدول الأخرى، بمعنى أنها تحترم الواقع المفرق للمسلمين.
> ما رأيكم في الانتخابات؟
- هي كعملية اختيار للحاكم، أو من يمثل الناس في مجلس الشورى، جائزة شرعاً، لكن الإشكال في ارتباط الانتخابات بالعملية الديمقراطية، بمعنى أن يكون التشريع للإنسان حسب الأكثرية في مجلس النواب، هو تزكية للحكومات التي تحكم بغير ما أنزل الله، وهذا العمل غير جائز شرعاً. وبالتالي المشاركة في الانتخابات لاختيار من يقوم بهذه الأعمال غير جائز شرعاً.
> إذاً، أنتم جماعة سلفية محضة، في هذه على الأقل؟
- لا، السلفيون يدعون إلى الإسلام دون التعرض للسياسة ودون التعرض للحكومات، إنما يتعلمون العلم الشرعي، ويقومون بعمل الجمعيات.
> ما هي سبل تحقيق دولة الخلافة التي تنشدونها؟
- نحن نتبنى في الوصول إلى هذه الغاية دولة الخلافة، طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما أقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بعد أن لم تكن، أي لأول مرة. فكيف أقام الرسول دولته؟ نحن نسلك نفس السبل والتي تتلخص في التالي:
1 - التثقيف وإعداد الكتلة (الجماعة/ الحزب)، كما فعل الرسول في دار الأرقم لمدة ثلاث سنوات لإعداد الصحابة.
2 - التفاعل داخل المجتمع عن طريق الصراع الفكري والكفاح السياسي. بمعنى مصارعة الأفكار فكرياً! هدم الأفكار الفاسدة وإحلال محلها أفكار إسلامية صحيحة. على سبيل المثال: هدم فكرة الديمقراطية لأنها تعني أن يحكم الشعب نفسه وإحلال فكرة الشورى، أو الخلافة.
3 - طلب النصرة واستلام الحكم من أهل النصرة. الحزب يتصل بأهل المنعة والقوة داخل المجتمع من ضباط جيش ومشائخ قبائل لينصروا الفكرة الإسلامية.
> هذا الاتصال قد لا يمر بسلام، أقصد سيرتب تصادماً مع السلطات الحاكمة؟
- كل عمل لا يمر بسلام. الاعتقالات موجودة بشكل مستمر. فقبيل احتفال 22 مايو في إب اعتقلت السلطات شبابنا هناك. بل أن الكثير من الشباب دخلوا المعتقل.
> لديكم معتقلون الآن؟
- لا، لا. هم يقضون في الأمن السياسي بضعة أشهر دون توجيه أية تهمة، ودون محاكمة.
> هناك اصطدام قد يكون أقوى من مسألة الاعتقالات؟
- الذي أريد أن أقوله، هو أن حزب التحرير لا يقوم بأي عمل مادي، من اغتيالات. أو تفجيرات، أو غير ذلك، ليس خوفاً وإنما التزاماً بطريقة الرسول الذي لم يقم بأي عمل مادي قبل قيام الدولة الإسلامية.
> ما هو وضعكم القانوني في اليمن؟ هل قدمتم للحصول علي ترخيص؟
- حاولنا ذلك، لكن لجنة شؤون الأحزاب اشترطت شروطاً تعجيزية، منها الاعتراف بالديمقراطية، والتبادل السلمي للسلطة.
> وماذا في هذه الشروط؟
- معناها الحكم للأكثرية، وربنا يقول: «إنٍ الحكم إلا لله». نحن عملنا برنامجا سياسيا وقدمناه للجنة شؤون الأحزاب، فواجهتنا بتلك الشروط.
> هل الالتحاق بالحزب متاح لأي مواطن؟ وما هي الشروط؟
- نعم، الالتحاق متاح لكل مسلم، دون النظر إلى الوطن أو العرق أو اللون أو المذهب.
> أي مواطن يستطيع الانتساب إلى الحزب؟
- تسمية "المواطن" ما أنزل الله بها من سلطان. لأنها تفرق الناس على أساس الحدود الجغرافية التي صنعها الكافر، فيصير المسلم يمنيا ومصريا وسعوديا.
> ما هي شروط الانتساب؟
- أن يحمل الدعوة إلى الخلافة الإسلامية. لا توجد استمارة، ولا اسم رباعي، ولا بطاقة، ولا صور.
> يعني تحرمون التصوير؟
- التصوير الفوتوغرافي ليس حراماً، وليس هو المنهي عنه. إنما المحرم هو النحت والرسم؟
> من أين تحصلون على التمويل؟ ما هي مصادركم؟
- تمويل الحزب من جهة واحدة فقط: أعضاءه. يدفع كل عضو ما يسمى بالاشتراكات، أو الالتزامات الشهرية، كل حسب قدرته. ولا يقبل حزب التحرير أي دعم مالي من أي جهة خارجية.
> بما أنكم جماعة سرية عالمية منظمة، هل توجد لديكم تراتبية تنظيمية؟
- الجهاز الإداري للحزب في العالم يبدأ بـ"أمير الحزبـ"، وبعد ذلك يقسم العالم الإسلامي إلى "ولايات"، وفي كل ولاية مسؤول يسمى "معتمد"، وداخل كل ولاية تقسيمات محلية، في كل قسم مسؤول يطلق عليه اسم "النقيبـ".
> ما هي أولويات الحزب في اليمن؟
- الحزب غاية واحدة، هي: استئناف الحياة الإسلامية عن طريق الخلافة الإسلامية التي بشرنا الرسول بعودتها قريباً.
> الحزب في اليمن هل يخضع لسيطرة مركز ما في دولة أخرى؟
- الجهاز الإداري للحزب في اليمن يخضع لإمارة حزب التحرير العالمي. لا يوجد تقسيم إقليمي.
> لوحظ أن النشرات والأوراق الصادرة عن الحزب مؤخراً اتسمت بالاعتدال، والانفتاح على المذاهب والجماعات الأخرى، كيف تنظرون إلى هذه الجماعات الإسلامية هل باعتبارها منافساً أم مكملاً، أم خصماً.
- ننظر إليها باعتبارها جزء من الأمة الإسلامية، وندعوها معنا لإقامة هذا الغرض العظيم، بالطرق الشرعية، وعدم الانزلاق وراء الغايات قصيرة المدى، والتي تعوق الوصول إلى الغاية المنشودة. بمعنى: لا يرضى حزب التحرير أن يعطى وزارة أو مستشفى أو مدرسة. حزب التحرير لا يرضى إلا بأخذ الحكم كاملاً. كما يجب على الجماعات الإسلامية أن لا توجه ضد بعضها البعض وإنما تجاه العدو المشترك وهو الكفر وأعوانه وعملاؤه.
> أين تتركز العضوية بشكل أكبر؟
- في كل المدن الكبيرة في اليمن. لا أستطيع قول أكثر من ذلك.
> أقصد هل يوجد تمايز من محافظة إلى أخرى؟
- لا أستطيع الرد.
> "المعتمد" ما هي حيثية هذه التسمية؟
- هو تقسيم إداري لتنظيم العمل. سميناه معتمد ويمكن أن يسمى مسؤول.
> هل لها أصل في التراث الإسلامي؟
- في الخلافة يسمى الوالي.
> أما زلتم تتعرضون للرقابة؟
- نعم، دائماً. يمنع الشباب من توزيع النشرات وإلقاء الدروس في المساجد. ونمنع من الحديث في الأماكن العامة.
> لماذا تنفرون من الديمقراطية وتناصبونها العداء رغم أنها تهيئ لكم مناخ عمل أفضل؟
- غير صحيح؛ لأن الديمقراطية تنتهي عندما تمس النظام الحاكم وتكشف عيوبه. والدليل على ذلك الاعتقالات في اليمن.
> ثمة صيغ تجمع حديثه قد توازي في بيتها دولة الخلافة الإسلامية، لماذا لا تأخذون بهذه الصيغ، كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؟
- الدولة الإسلامية كيان وحدة للمسلمين جميعاً. ليس اتحاديا وليس فيدراليا وليس إمبراطوريا، إنما كيان وحدة للمسلمين جميعاً.
> تجميع وتوحيد حتى لو كان قسرياً، تقصد؟
- نعم، حتى لو قسراً. يجب أن يتوحد المسلمون في دولة واحدة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منها"، وقال: "من جاءكم وأمركم جميعا على رجل واحد، يريد أن يفرق جماعتكم أو يشق عصاكم، فاقتلوه كائناً من كان". وهذا يدل على عدم جواز تفرق المسلمين في كيانين فكيف ب50 دويلة.
> من هو "المعتمد" في ولاية اليمن؟
- لا يلزم معرفته للناس، لأنه ملاحق من الدولة. أتحفظ عن ذكره لأسباب أمنية. طبعاً هناك شباب ومعلنون أنهم من حزب التحرير.
> خطابكم ينأى عن الهم اليومي للناس، لماذا لا تتلمسون هموم الناس الحياتية؟
- نحن نخاطب المسلمين حول قضاياهم الملحة، لإيجاد الحل الشرعي، مثل البطالة والفقر وعدم توزيع المال. هذه أمور ناقشها الحزب في أكثر من مناسبة، رغم أنها مرتبطة بالسلطان والحاكم.
> فيما لو حصلتم على ترخيص قانوني، هل ستخوضون الانتخابات؟
- لا, بهذا الوضع الديمقراطي.
> هل تتبنون مذهباً معيناً؟ ما هو مذهب الحزب؟
- لا نتبنى أي مذهب. كل مسلم ينطق الشهادتين فهو أهل لهذا العمل ومخاطب به.
> ماذا تود أن تضيف?
- أنبه المسلمين إلى ذكرى هدم الخلافة في 28 رجب 1442ه لأن عليهم فرض في غاية الأهمية، يجب العمل له بأقصى سرعة وأقصى طاقة، كي ينالوا رضوان ربهم، وهو العمل لتوحيد المسلمين تحت راية الخلافة.