حرب شوارع في ضحيان وإحباط محاولات تسلل إلى مدينة صعدة

حرب شوارع في ضحيان وإحباط محاولات تسلل إلى مدينة صعدة

رغم مرور نحو أسبوع على اقتحام قوات الجيش والمتطوعين للقتال معه من رجال القبائل لمدينة «ضحيان» (ثاني اكبر مدن محافظة صعدة) إلا أن حرب شوارع ما تزال تدور بين الجانبين، وبدا أن كل طرف قد استنفر كل ما لديه من قوة في هذه المعركة.
ومع تدمير عشرات المساكن ومقتل وجرح العشرات من الجانبين في المواجهة، إلا أن اتباع الحوثي أظهروا استماتة معروفة عنهم خلال المواجهات السابقة. اذ استمروا في القتال ومواجهة الدبابات والقصف الصاروخي، وأوقعوا عدة خسائر في صفوف الجيش، كما استقدموا العشرات من أتباعهم لمقاتلة القوات التي تمكنت أمس الأول من إنهاء حصار دام اربعة أيام لنحو ثمانين من الجنود والمتطوعين كانوا قد حشروا في مبنى ادارة الأمن التي وصولها في طلائع القوات.
وحسب مصادر ميدانية فإن قذيفة صاروخية سقطت بالخطأ على المبنى الذي احتمى فيه الجنود وأن عدداً منهم قد قتل وجرح وظلوا ينزفون حتى وفاة عدد منهم بسبب عدم استطاعة القوات إسعافهم لانتشار القناصة التابعين للحوثي في الحي المحيط بالمبنى، حيث تمكنوا من إعطاب دبابة وعربتين لنقل الجند.
ذات المصادر أوضحت أن المتمردين من اتباع الحوثي يتعمدون الإقتراب الى اقرب مسافة من الدبابات والعربات المدرعة حتى يتمكنوا من إصابتها مباشرة وإلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش.
وقالت إن الطيران الحربي شارك في قصف الأحياء التي يوجد بها المسلحون وأن احد أهم مساجد المدينة قد قصف بعد ان اتخذ متراساً لمنع تقدم القوات في شوارع ضحيان.
وفي ظل التعتيم الاعلامي المفروض على المواجهات تقول المصادر إن القوات، مسنودة برجال القبائل، تمكنت من إحباط ثلاث محاولات لأتباع الحوثي للتسلل الى مدينة صعدة لتنفيذ عمليات هناك، بعد ان تنكروا بأزياء نسائية، وان القوات عادت وقصفت بعض المواقع التي اعلنت تطهيرها من المتمردين في منطقة آل عمار والمهاذر والصفراء.
وكانت نذر حرب مذهبية بين الجماعات السلفية وأتباع الحوثي قد أطلت برأسها مطلع الأسبوع الجاري حين أطلقت قذيفتا هاون على مبنى دار الحديث بمنطة «دماج» ومن ثم مصرع طالبين فرنسيين ويمني وجرح آخر من حملة الجنسية الفرنسية، إلا أن وجهاء المنطقة طلبوا من القوات الحكومية عدم التدخل وتعهدوا بمواجهة أتباع الحوثي وطردهم من المنطقة.
وغداة ذلك الاتفاق اعلنت مصادر رسمية مقتل طالب فرنسي من أصل هندي وإصابة آخر من ذات الجنسية ومقتل طالب يمني في هجوم نفذه اتباع الحوثي. غير أن الجماعة السلفية التي تدير المعهد، الذي أسسه الراحل مقبل بن هادي، سارعت إلى نفي أنباء عن مشاركة طلاب المعهد، الذين يزيد عددهم عن أربعة آلاف، في القتال إلى جانب قوات الجيش، وأكدت ان مهمتها هي الدعوة فقط وتوضيح ما قالت إنها البدع، أما القوة فإنها مسؤولية ولي الأمر.
ومع دخول المواجهة بين القوات الحكومية والمتمردين شهرها الثالث، أُرسلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة صعدة لتضاف إلى نحو عشرين ألف جندي كانوا قد احتشدوا هناك مع بداية المواجات الى جانب الآلاف من رجال القبائل.
ويقول مراقبون إن سيطرة القوات الحكومية على مدينة ضحيان قد تكون قريبة، لكنها ستواجه مصاعب كبيرة عند تقدمها باتجاه الشمال وتحديداً في منطقة النقعة التي تعتبر المعقل الاخير للحوثي وأتباعه.
وحسب هؤلاء فإن الطبيعةالجبلية الصعبة والتضاريس المعقد ستجعل مهمة القوات اصعب بكثير من مهمتها في ضحيان التي توجد في منقطة منبسطة، وأن الحرب قد تستمر لعدة شهور أخرى اذا لم يكن هناك اتفاق على وقفها من الجانبين.
وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية شيعت في صنعاء جثامين عدد كبير من أفراد الجيش والأمن لقوا حتفهم في المواجهات، كما امتلأت غرف وردهات المستشفى العسكري ومستشفى القدس ومستشفى الشرطة بالعاصمة بالعشرات من الجرحى الذين يسقطون يومياً.