طُز. دُوت. كُوم!!

طُز. دُوت. كُوم!! - حسن عبدالوارث

من ذا الذي استطاع أن ينجو بذهنه من ثورة التدفق الهائل للمعلومات، التي صارت أكثر ثورات العصر جبروتاً، وستصير أكثر ثورات المستقبل عنفواناً؟!
إن الجواب: لا أحد عاقلاً!
إننا في خضم اكبر واخطر وأعظم وأفدح انفجار للمعلومات شهده العالم وعايشته البشرية حتى هذه اللحظة. وكل ذي لُبْ وبصيرة يدرك، أيما إدراك، أن هذا البركان مستمر في قذف حممه يوماً اثر يوم، إلى ما شاء الله له الاندلاع والاندفاع!
على هذا الأساس، جاء إدراك العالم المتقدم والمتحضر (أي العالم القائم خارج حدود الوطن العربي من المحيط المطيط، إلى الخليج الغويط، لبَّيك عبد الخريط!) لضرورة أن يكون الكمبيوتر في متناول كل "بني آدم" وأن تكون خدمة المعلومات العولمية (الانترنت) وجبة يومية ضرورية في كل بيت.
يؤكد "د. لوري روزاكيس" أن عصراً سابقاً على هذا العصر الذي نعيشه اليوم " لم يشهد مثل هذا الكم من البيانات والتقارير والتفاصيل والأمثلة والآراء والإحصاءات والأرقام التي نشاهدها يومياً. والمؤمنون بالمستقبل متأكدون أن هذه الموجة العارمة من المعلومات سوف تزداد ".
وهو يدلِّل على اعتقاده هذا بالحقائق التالية:
- الطبعة الواحدة من صحيفة " نيويورك تايمز " تحتوي على معلومات تفوق ما تعلَّمه شخص في القرن السادس عشر طوال حياته.
- يصدر خمسون ألف كتاب في الولايات المتحدة سنوياً.
- يصدر سبعة آلاف كتاب و دراسة علمية، يومياً في جميع أنحاء العالم.
- صدرت في الخمسين عاما ً الماضية كمية من المعلومات تفوق ما صدر في الخمسة آلاف عام الماضية.
- اليوم تتضاعف كمية المعلومات المتاحة كل خمس سنوات.
- بحلول عام 2005م صارت كمية المعلومات المتاحة ضعف ما كانت عليه في العام الذي سبقه.
وكشف الدكتور "لوري روزاكيس" أن مكتبة الكونجرس الهائلة لم تعد تستطيع أن تستوعب هذا الكم الهائل من المعلومات!! بالرغم من ان هذه المكتبة تحوي الآن مائة مليون كتاب وعدة ملايين من الوثائق، وبرغم أنها لجأت مؤخراً إلى استخدام نظام رقمي دقيق للتعامل مع التدفق الهائل للمعلومات والبيانات!!
يتم إنتاج المعلومات بسرعة هائلة، حتى أن أجهزة الكمبيوتر والمتخصصين فيها والمهندسين والباحثين والعلماء سوف يضطرون لإعادة تطوير التعليم كل عشر سنوات، ويُحتمل أن يجد العاملون في احدث ما وصلت إليه التكنولوجيا أنفسهم في موقع متأخر بزمن لا يقل عن خمس سنوات، ولا استثناء لأحد من هذا المصير، فعندما تحصل على الشهادة الجامعية وتطمئن إلى قدراتك، تكون قد أصبحت جزءاً من الماضي!!
هذا ما يخلص إليه " روز اكيس " في دراسة له بهذا الخصوص صدرت مؤخرا ً في الولايات المتحدة.
وتثبت الدراسة أن الفرد العادي، في أي مجال من مجالات العمل، سوف يضطر إلى قراءة أربعة ملايين كلمة شهريا على الأقل، أي نحو خمسين مليون كلمة سنويا ً.
فماذا أقرأ أنا؟! وماذا تقرأ أنت عزيزي القارئ؟! وكم عدد اليمنيين الذين يمتلكون جهاز كمبيوتر شخصياً، ويتعاملون مع خدمة " الانترنت "؟! ومقدار إفادة هؤلاء وسواهم من هذا وتلك؟!
إن سؤال تقنية المعلومات هو أكثر الأسئلة إلحاحاً اليوم، فما هي قدرة " أبو يمن " على الإجابة على هذا السؤال؟!
لاشك في أن الإجابة الشافية الكافية الوافية على هذا السؤال سنجدها على الموقع الالكتروني الأكثر شيوعاً في اليمن: "طُز. دُوت. كُوم"!!
wareth