أهالي «الصفة» اختاروا الصمت.. نزوح 400 مواطن من «رعاش» خوفاً من شيخ الجعاشن

أهالي «الصفة» اختاروا الصمت.. نزوح 400 مواطن من «رعاش» خوفاً من شيخ الجعاشن

- بشير السيد
ما تزال فتحية طريحة الفراش للعام الثاني على التوالي برغم الجهود المبذولة لمعالجتها.
فتحية (19 عاماً) إبنة محمد سعيد، المغترب في السعودية، تعيش في منزل والدها بعزلة الصفة، ذي السفال، محافظة إب رفقة أمها وأختها وزوجة أخوها عادل، العامل طوال العام في عدن. تعرضت قبل عامين للضرب من قبل 8 مسلحين محسوبين على الشيخ محمد أحمد منصور، عضو مجلس الشورى، حسب ما أكدت لـ«النداء» مصادر موثوقة.
وقالت المصادر إن فتحية، الفتاة التي لم تكمل تعليمها، مصابة حتى الآن بصدمة نفسية تقلق منامها جرَّاء تعرضها للضرب على رأسها بأعقاب بنادق أولئك المسلحين الذين اقتحموا منزلهم لأخذ ما يعادل المبلغ المفروض على اسرتها لاصلاح مشروع الطريق.
وبعد عامين ماتزال عزلة الصفة مسقط رأس فتحية تعاني من المشكلة ذاتها.
وكشفت المصادر أن مجموعة من الأفراد المدججين بالأسلحة والمحسوبين أيضاً على الشيخ ضربت قبل ثلاثة اسابيع طوقاً أمنياً على منطقة الصفة مانعين أهلها من الدخول أو الخروج إثر تفشي معلومات تفيد باعتزام بعض الأهالي مقاضاة الشيخ منصور جراء الجبايات التي يفرضها مرافقوه عليهم.
وطبقاً للمصادر فإن المسلحين أجبروا الأهالي بجمع توقيعات نافين كل ما شاع عن الشيخ ورجاله من ممارسات قمعية ضدهم وإنها إفتراءات لا أساس لها من الصحة.
وكشف موقع «ناس برس» قيام أفراد تابعين للشيخ منصور الجمعة الماضية بفرض مبالغ كبيرة على أهالي عزلة رعاش ذي السفال محافظة إب وصل إلى ثلاثة ملايين ريال.
وهو ما رفضه الأهلي وقرروا الرحيل عن المنطقة خوف البطش.
وأضاف الموقع أن الأهالي وعددهم يربو على 400 شخصاً نزحوا إلى مناطق أخرى مع أطفالهم ومواشيهم.
وبحسب «ناس برس» فإن عشرين مواطناً ووجهاء عزلة «رعاش» وجهوا رسالة لرئيس الجمهورية يشكون تعرضهم للظلم القهري والاستبداد من قبل الشيخ منصور.
وقالو: «ضاق بنا العيش ذرعاً لما يفرض علينا من إتاوات وجبايات باستمرار وبدون أي حجة أو مسمى».
وأضافوا «من مخيمنا الكائن في بلاد العدين منطقة رخص والتي نزحف إليها هروباً من الشيخ وجنودة الذين يعبثون في البلاد، بعثنا إليك هذه الرسالة ونأمل من سيادتكم تبني قضيتنا ورفع الظلم عنا».
وطبقاً للمصادر فإن أهالي رعاش سبق وأن وجهوا مذكرة ذكروا فيها تفاصيل ما تعرضوا له خلال الفترة الماضية، ومنها ان الأفراد المحسوبين على الشيخ جمعوا خلال العام2006م مليوني ريال تحت مسمى مشروع الكهرباء بواقع (50) ألفاً على الأسرة الواحدة.
ما يتعرض له أهالي «رعاش» قد يخفف حجم البؤس على أهالي «الصفة». وهما عزلتان تابعتان لمنطقة «الجعاشن» الخاضعة منذ نصف قرن لسلطة الشيخ محمد احمد منصور.