بين جحيمين

بين جحيمين

- رداد السلامي
المهجر والمنفى جدلية يحكمها الموت، ويديرها الحظ. وإن كان ثمة للمياه بقية فهي بقايا تجهز عليها المعاناة.
اللاجئ انسان عذبه وطنه، ونفاه من جحيمه إلى جحيم آخر ولكي ينجو عليه أن يعبر البحر (البرزخ الفاصل) بين جحيمي: الوطن والمنفى.
العام الحالي شهد موجهة كبيرة من نازحي القرن الافريقي إلى اليمن راح ضحيتها (355) غريقاً في المياه اليمنية وفقد 150 شخصاً حسب إحصائية مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة، والتي أفادت أن عدد النازحين من القرن الأفريقي لليمن بلغ هذا العام 22.000 نازح.
في الأسبوع الماضي وصل 1500 نازح من الصومال وإثيوبيا على متن 12 زورقاً قتل منهم 18 شخصاً وفقد 17 آخر.
ولأن المهرِّب شخص يوحي بالرعب وغالباً ما يكون عديم الضمير فإن النتيجة النهائية لأي شجار معه هو ضرب النازحين أو إلقائهم في البحر لتتولى أسماك القرش تمزيقهم.
في شهر اكتوبر فقط تمكنت قوات خفر السواحل من ضبط 3634 نازحاً على الأراضي اليمنية منهم 848 امرأة وطفلاً.
وقالت الاجهزة الأمنية أنها تمكنت خلال العام الحالي من ضبط 16806 لاجئين من الصومال واثيوبيا مقيمين في اليمن بطريقة غير شرعية.