وداعاً علوي

وداعاً علوي

غيَّب الموت الزميل القدير علوي محمد علي بعد قرابة خمسة عقود من العمل الصحفي داخل اليمن وخارجه.
وكالة أنباء الإمارات كانت محطته الأخيرة خارجياً، ودرجة مستشار بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» كانت مستقره الأخير، داخلياً بعد أن أحيل للتقاعد.
في عدن بدأ عمله الصحفي. وفي السبعينيات كاد الموت يطاله بعد السجن، لكنه أفلت ليغادر إلى الإمارات تحت ذريعة العلاج. هناك قرر أن يقيم. لكن زوجته مُنعت من اللحاق به عقاباً له على عدم العودة.
في منتصف السبعينات استفاد علوي من صداقته لابراهيم الحمدي رئيس اليمن الشمالي. وقد تدخل الحمدي لدى الرئيس سالمين للسماح بسفر زوجة الصحفي. التحقت الزوجة، ومعها إبنها الوحيد، بعلوي الذي كان قد فرض إسمه كأحد أبرز الصحفيين العرب في الإمارات. وهو عمل في صحف مطبوعة، ثم في وكالة الأنباء هناك، متخصصاً في قضايا العمل والشؤون الاجتماعية. اقترب علوي من صناع القرار في الإمارات، ورافق الشيخ زايد بن سلطان مراراً في جولات خارجية، كما شارك في مؤتمرات ولقاءات في بلدان عربية وأوروبية.
في التسعينيات كان قد عاد إلى اليمن ليستقر في صنعاء، وليواصل مسيرته الصحفية الحافلة بقصص النجاح، ولكن أيضاً بالعذابات. وقد التحق بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، وهو أحيل مؤخراً على التقاعد.
في الشهر الماضي غادر علوي إلى الهند في زيارة علاجية، ومن هناك جاء النبأ الأليم في مطلع شهر رمضان: مات الأستاذ!
نسج علوي، على مدى السنوات الأخيرة، علاقات متينة بالجيل الجديد من الصحفيين. وكان قريباً من قلوبهم، حانياً، دافئاً، لكأنهم جميعاً أبناؤه... قريباً من عقولهم، ناصحاً ومشجعاً، و(متى ألزمه الأمر) زاجراً ومعنفاً.
في غمرة الصخب الانتخابي رحل -بصمت- صحفي يمني قدير نذر حياته لخدمة مجتمعه.
 
- «النداء»