المشترك يعلن قبوله نتائج «فرضتها القوة المحتشدة».. بن شملان يتعهد بمواصلة النضال السلمي من أجل التغيير

المشترك يعلن قبوله نتائج «فرضتها القوة المحتشدة».. بن شملان يتعهد بمواصلة النضال السلمي من أجل التغيير

- سامي غالب
المعارضة التي دأبت على أن تقول «لا» لسياسات الحكم، قالت بعد كثير من المكابدة «نعم» لنتائج الانتخابات.
احتشدت قاعة المؤتمرات في مقر الحزب الاشتراكي عصر أمس بعشرات الصحفيين الذين جاءوا لسماع الموقف النهائي للمرشح فيصل بن شملان وقادة أحزاب اللقاء المشترك من النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية والمحلية. تلا علي الصراري رئيس اللجنة الإعلامية للمشترك بيان المشترك بشأن الانتخابات، وفيه صيغة مموهة حول موقف المعارضة من النتائج.
بعد كلمتين قصيرتين لبن شملان ومحمد الرباعي (رئيس المجلس الأعلى للمشترك)، كان الموقف الذي جاء الصحفيون من أجل سماعه ما يزال هائماً. فقد وصف بيان المشترك النتائج الرسمية بأنها تفتقر لرصيد حقيقي من التأييد الشعبي، وتستند إلى قوة الأمر الواقع «الذي يفرضه منطق القوة المحتشدة في وجه الشعب ومصالحه واختياراته الحرة»، قبل أن يستطرد بأن اللقاء المشترك سيتعامل مع الأمر الواقع» بعيداً عن مفاهيم الإذعان ونوازع الاستسلام السلبية»، ثم ليستدرك: «ولكن يقتضي التعامل معه (الأمر الواقع) الاحتفاظ بإرادة التغيير والإصرار على مواصلة النضال السلمي الديمقراطي».
أوحت الصيغة بقبول النتائج لكن مندوبي الصحافة المحلية والخارجية طلبوا موقفاً لا يحتمل التأويل. ورداً على سؤال لمندوب «النداء» ما إذا كانت الصيغة أعلاه تعني اعترافاً بالنتائج الرسمية، أجاب ياسين سعيد نعمان، أمين عام الاشتراكي، بكلمة واحدة: نعم. قالها كمن يريد أن يضع حداً لتساؤلات صحفيين لحوحين، حتى ولو اقتضى الأمر الخروج على ما ظهر أنه توافق بين قادة أحزاب المعارضة على تفادي الوقوع في حبائل «نعم» صريحة.
بيان المشترك وضع اعتباراً لأطراف العملية الانتخابية كافة، بيد أن جمهور المعارضة احتل صدارة الاهتمام، وقد توجه البيان في العديد من فقراته الى هذا الجمهور بلغة تعويضية، عاطفية ومؤثرة، قصدت إبراز مكاسب تحققت للقاء المشترك من المشاركة في الانتخابات، وتهيئته ذهنياً ونفسياً لقرار قد يكون صادماً لأنصار انتظروا موقفاً تصعيدياً حيال السلطة.
كانت المعارضة لوحت غداة إعلان النتائج الأولية بالنزول إلى الشارع، وقد سئل قادتها عن مصير هذا التلويح، فأجاب محمد الرباعي ضاحكاً: «نحن في الشارع على طول».
فيصل بن شملان الذي توسط الجالسين على المنصة، حيا في كلمته «كل الذين عبَّروا عن إرادة التغيير»، وشدَّد على أن «هذا النضال السلمي لن يتوقف», لافتاً إلى مخالفات كبيرة في عمليتي الاقتراع والفرز، ومنها اعتقالات لأنصار المعارضة وبطاقات تم توزيعها قبل عملية الاقتراع، «وسجل انتخابي لا نعلم ما فيه، وهل سيبقى مفتوحاً إلى أبد الآبدين؟».
في كلمته المرتجلة، كالعادة، ولكن المتقنة في بنائها والثرية في إشاراتها، قال: «ماكنا نوده عرساً كان مأتماً في كثير من البيوت». وكان لافتاً خلوها من تهنئة المرشح المنافس، فقد إكتفى بالإقرار بما أفرزته النتائج من «فوز مرشح الحزب الحاكم الأخ علي عبدالله صالح».
وإذ سئل عن دوره في المرحلة المقبلة، قال بنبرة حاسمة: «لن أرد على هذا السؤال الآن».
إلى ذلك رحب مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام بإعلان المعارضة المتعلق بنتائج الانتخابات، مشيراً إلى أن هذا الموقف «كان يفترض أن يبادر به اللقاء المشترك في وقت مبكر خلال إعلان النتائج الانتخابية»، مضيفاً: «بغض النظر عما جاء في حديث مرشح المشترك فيصل بن شملان، فإنا نقول للشعب اليمني ولنا جميعاً كأحزاب مبارك لنا نجاح العملية الانتخابية».