عدن: تشكيل لجان شعبية ومخاوف من انفلات امني على غرار ما يحدث في أبين

28-03-2011 عدن- فؤاد مسعد
بدأت مخاوف من وجود مؤشرات انفلات امني في عدن اثر التحركات الأخيرة التي شهدتها المحافظة في الأسبوع الفائت، حيث انسحبت وحدات تابعة للأمن  مقابل انتشار واسع للجيش في عدد من المناطق إضافة لتوزيع جنود من النجدة والمرور على بعض الجولات، كما تعرضت مرافق خاصة للنهب والاحراق، في تصرف عده مواطنون مؤشرا لتصعيد قد تتخذه السلطة في الأيام القادمة، كما لم يخف مواطنون في عدن خشيتهم من تكرار ما حدث في بعض مديريات ابين من انسحاب الجيش والامن وسقوط المناطق تحت سيطرة مسلحين تتهمهم السلطة بالانتماء للقاعدة، خصوصا وانه لوحظ مؤخرا انتشار لشعارات (الشعب يريد شرع الله) في اللوحات الإعلانية وفي الجدران بعدد من مديريات وأحياء عدن وشوارعها، وهو الشعار الذي يشير للقاعدة بحسب متابعين يقولون ان الشعار ذاته يرفع في المناطق التي يعرف عنها وجود عناصر  القاعدة.
وكان عشرات المحتجين اقتحموا مساء الأربعاء الفائت عددا من الفنادق والملاهي الليلية في التواهي وقاموا بإحراق محتوياتها ونهبها، وقالت لـ"النداء" مصادر محلية ان المهاجمين كانوا يتوعدون من خلال هتافاتهم خلال الاقتحام بالقضاء على كل ما له صلة بتلك الملاهي، وفي حين اعتبره البعض مؤشرا للتلويح بخطر داهم عنوانه القاعدة والعناصر الجهادية المتطرفة، قال اخرون ان الهدف منه التشويش على الثورة الشعبية والصاق تهمة التخريب والنهب بالشباب الذين يتظاهرون بطرق سلمية وقانونية،
من جهته أدان التجمع اليمني للإصلاح الحادثة التي وصفها بأنها "أسلوب همجي ولا أخلاقي"، مشيرا الى ان أن جهات معروفة أدارت عمليات النهب والتدمير بهدف نشر الفوضى والرعب وخلق حالة من الانفلات الأمني في مدينة عدن، داعياً إلى التصدي الحازم لمثل هذه الأعمال التخريبية، حسب البيان الصادر عن الإصلاح، واعتبر تلك الأعمال "محاولة يائسة للانحراف بثورة الشعب السلمية عن وجهتها الصحيحة وتشويه صورتها من خلال خلط الأوراق ونشر الفوضى", داعياً الأجهزة الأمنية إلى القيام بواجبها في "التصدي لمثل هذه الأعمال العبثية ومعاقبة مرتكبيها والتنسيق مع اللجان الشعبية لمنع انتشار مظاهر الفوضى والتخريب".   
وجاء بيان الإصلاح اثر اتهام وسائل اعلامية لعناصره بالضلوع في الحادثة- أو هو ما حاولت من وصفها الإصلاح بـ"الجهات المعروفة" إن تشوش على الثورة وتخلط الأوراق، سيما وان مواقع إخبارية تابعة للسلطة سارعت لاتهام الإصلاح بالوقوف وراء الحادثة، وعلى الرغم من وقوع بعض تلك الفنادق والملاهي تقع قريبة من موقعي القوات البحرية وقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الا ان الانتشار الأمني والعسكري لم يحرك ساكنا الا في وقت متأخر حين حاولت تلك المجاميع الاقتراب من فندق الشيراتون. 
وذكرت مصادر محلية انه تم تشكيل لجان شعبية في مديريات عدن لحماية الأحياء تحسبا لوقوع فوضى في الأيام والأسابيع القادمة خصوصا مع توتر الأوضاع العامة في اليمن وفي عدن بشكل خاص.
وبدوره دعا عبدالكريم شايف الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن أجهزة الأمن وعقال الحارات ورؤساء اللجان الشعبية في المديرية إلى التنسيق فيما بينهم لحفظ الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة من الاعتداء عليها من قبل العناصر الخارجة عن القانون .
وقال في اجتماع موسع عقد أمس الأحد لمناقشة "آلية التنسيق المشترك بين اللجان الشعبية وأجهزة الأمن"، مضيفا: هناك بعض العناصر التي تحاول أن تستغل الأوضاع الراهنة في بلادنا من أجل الانقلاب على المؤسسات الشرعية بالمحافظة، لكن لن نسمح لهم بزعزعة الأمن والاستقرار، ودعا عقال الحارات للتواجد في أماكنهم مع اللجان الشعبية ومساعدة رجال الأمن والشرطة من أجل إفشال مخططات العناصر التي وصفها بـ"الخارجة عن القانون"، خصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها اليمن.
وأشار الى أن حماية الممتلكات العامة تقع على عاتق الجميع بما فيهم عقال الحارات لما لهم من دور في التأثير على الشباب في الحفاظ على مصالح البلد والقضاء على الفوضى.
شائف الذي يقوم بأعمال المحافظ  احمد قعطبي اثر استقالته بعد ايام على تعيينه  خلفا لعدنان الجفري الذي أقيل مع محافظين آخرين خلال توتر الأوضاع في عدن وبعض المحافظات، أكد رفض قيادة محافظة عدن أن تكون هناك لجان ذات طابع حزبي،  وانتقد ما حدث من نهب وقال "هذا امتداد للفوضى, وإن سكتنا عن هذا فسوف يتفشى, وعندما يتفشى سيقول الناس لا وجود للدولة", مشيرا إلى أن السلطة المحلية تغاضت عما جرى "لكن لا يعني ذلك أن الدولة غير موجودة, إنما كانت هناك أولويات, بالإضافة إلى أننا لا نريد صداما بين العسكر والمواطنين تجنبا لسيل الدماء, وهذا لا يعني أن نجعل الأمور تسير في اتجاه عدم الضبط، حسب قوله.
يذكر أن المجلس المحلي بمحافظة عدن طالب في بيان صدر أمس الأول السبت  "الأجهزة التنفيذية والمواطنين في محافظة عدن وفي عموم الوطن إلى الاستشعار بالمسؤولية والقيام بالواجبات اليومية أمام المواطنين والالتزام بالدوام الرسمي وخلق الطمأنينة في نفوس المواطنين.
ودعا البيان أحزاب اللقاء المشترك و الشباب الذين يطالبون بالتغيير إلى الاستجابة إلى المبادرات التي تقدم بها رئيس الجمهورية، وإن التعنت والمكايدة والتمترس لا يخدم الوطن كون الشعب يعرف حجم كل القوى السياسية، ولهذا ندعوهم إلى الحوار الوطني الجاد وتجنيب اليمن المخاطر المحدقة. 4780371