الفاقد التربوي للفتيات وتسربهن من التعليم

الفاقد التربوي للفتيات وتسربهن من التعليم - سعادة علاية

تعتبر الكفاءة الداخلية للتعليم الأساسي منخفضة نتيجة لارتفاع التسرب والرسوب، والتي تعتبر من أكبر المشاكل التي يواجهها النظام التعليمي. هذا ما جاء في الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية للفترة 2003 – 2015. وبحسب ما جاء الاستراتيجية فإن ذلك يمثل سببا أساسيا في ارتفاع الفاقد التربوي والذي يمثل هدرا اقتصاديا يتحمله النظام وتترتب عليه آثار اجتماعية أخرى، ومنها وجود أعداد كبيرة من التلاميذ فى مراحل عمرية معينة خارج إطار المدرسة دون امتلاك المهارات الضرورية للانخراط في سوق العمل، إضافة إلى تدني الكفاءة الداخلية. هناك تفاوت بين الذكور والإناث في الالتحاق بالتعليم، فهناك فقط 64,75% من الأطفال (6-14 سنة) من الإناث، وتعد هذه النسبة من أدنى نسب التحاق الأطفال بالتعليم في العالم. بينما يرتفع معدل التحاق الذكور إلى 76,6%. و يرجع الخبراء والمتخصصون أسباب تدني التحاق الفتيات إلى وجود عوائق مرتبطة بتعليم الفتاة وخاصة في الريف والتي تنعكس بشكل كبير في تسرب الفتيات من التعليم.
الزوج المبكر
 يرجع سبب التدني والتسرب إلى أسباب اجتماعية منها الزواج المبكر والاختلاط في المدارس, وعدم تشجيع الآباء والأمهات على تعليم الفتاة. تأتي بعد ذلك الأسباب الاقتصادية وتدني مستوى دخل الفرد وعدم القدرة على تحمل نفقات التعليم، وارتفاع عدد الأبناء، والحاجة للعمل في البيت والأعمال الزراعية. تأتي بعد ذلك الأسباب التعليمية في عدم توفر مدارس خاصة بالبنات، وندرة المعلمات خاصة في الريف، وعدم توفر المرافق الصحية.
بُعْد المدرسة
 كما أن العوائق الجغرافية لها دور أيضا في عملية إعاقة تعليم الفتاة فموقع المدرسة البعيد عن القرية والسكن وصعوبة المواصلات والطرق، كل ذلك عمل على تخلف الكثير من الفتيات في الريف عن التعليم أو توقفهن في المرحلة الابتدائية. وثمة أسباب أخرى يرى الخبراء أنها وإن لم تكن ذات دور أساسي، ولكنها قد تعوق تعليم الفتاة، منها ما يتعلق بالحجرة الدراسية وما تسببه من تجاهل المعلمين لفتيات وقلة الكراسي، وضيق الحجرات الدراسية وعدم وجود وسائل تهوية, وجلوس الطالبات على الأرض والرسوب المتكرر وسوء اختيار مواقع مدارس الفتيات.
 وعلى الرغم من إعفاء وزارة التربية والتعليم الفتاة من الرسوم الدراسية من الصف الأول وحتى الصف السادس الابتدائي، إلا أن ذلك لم يحد من المشكلة، فالواقع لم يشهد تقدما ملحوظا مقارنة بالزيادة السكانية. وهذا ما جاء في تقرير الظل الثاني للمنظمات غير الحكومية حول مدى القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) المقدم للدورة ال41 للجنة السيداو في مايو الماضي، والذي جاء بمبادرة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان. كما ذكر التقرير أن تسرب الفتاة والأمية في المدن وبنسب أكبر في الريف وبين الفئات المهشمة والتي تصل نسبة الأمية بينها إلى 95%.
حقائق رئيسة:
1 - معدل التحاق الذكور بالتعليم الأساسي 76%.
2 - معدل التحاق الإناث بالتعليم 46%.
3 - معدل التحاق الإناث بالتعليم في الريف في مرحلة التعليم الأساسي 29%. وهناك أكثر من 71% في الريف خارج المدرسة وهن في سن التعليم.
4 - ارتفاع معدلات التسرب لدى الفتيات بعد الصف الربع أساسي، وارتفاع معدلات تسرب الفتيات أكثر ما يكون في المرحلة الأساسية، حيث لا تنهي المرحلة الأساسية سوى 26%.
ما سبق يشير إلى وجود كارثة تعليمية. فكل المساعي التي تطالب بتحريك النصف الآخر ستظل متعثرة إذا لم يكن هناك تحرك سريع لتقليل الفجوة التعليمية والحد منها بين الذكور والإناث.