طق.. طق

طق.. طق - منى صفوان

يحاول كثيرا.. فعل شيء في الوحدة...
حتى ان الشيء القليل هناك يحدث أثرا, ولكنه المكدس بين المعاملات الإدارية, والذي تتزاحم المواد الصحفية على مكتبه.
خلفه مازال سيزيف يدحرج صخرته للأعلى, أما هو فيتكئ بكل ثقة على عبارة "اتق شر من أحسنت إليه ".
لتغطس ملامح وجهه لحظة في روتين يومي لتبدو قريبة الشبه بسيزيف الذي لا نعرفه ,  وما بين صخب لا صدى له, وبين ما يود ان يسمعه للآخرين من صوت, يتوه حسن في التفاصيل.
هو هكذا وهو رئيس تحرير صحيفة شبه رسمية في مؤسسة حكومية, ويمكن أن تسمعه مرارا ينتفض, نافضا لكل ما ومن حوله, وأسمع منه عندها عبارة: "أنا اللي عارف.. والله محد عارف حاجة..".
يحاول أن يبتعد بالوحدة بعيدا عن نزاع الأقوياء , ولأنه احد الأقوياء فإنه قادر على ان يقول: "إن الوحدة ليست صحيفة مؤتمرية إنها تبع الحكومة".
ولكن ما تلبث ان تتدحرج صخرة سيزيف للأسفل ثانية.
بقلم رئيس التحرير يشطب ويحذف الكثير, والكثير جدا , رغم ذلك لم تزل الوحدة تحسب على المزايدات , وهذه مش قصة, قصة حسن ببساطة كما يرويها, انه أعطي مائة فدان صالحة للزراعة وأعطيت له الإمكانات المالية لذلك, و أيضا حرية شاسعة للتحرك, ولكنه وجد نفسه مجبرا على العمل وحيدا , وهذا اللي قاهره.
 ولا زال حسن عبد الوارث حتى اللحظة وحيدا في الوحدة.
سلام
monasafwanMail