لله ثم لسنحان - مختار الدهبلي

لله ثم لسنحان - مختار الدهبلي

ما تناوله أ/ نائف حسان في موضوعه «خارطة الطريق للتخلص من سنحان» يعبر عن حالة من الاحتقان المتزايد الذي بدأ يتحول إلى ظاهرة إعلامية متكررة بسبب كثرة الحوادث والقضايا والمشكلات الناجمة عن غرور واستقواء بعض ابناء سنحان بالرئيس المتسامح أصلاً والمدافع والحامي مع قبيلته كتركيبة قبلية متأصلة لديه.
وهنا لن أقوم بإنكار هذه الجرائم أو التبرير لها بأية حالة من الأحوال فهي مرفوضة دينياً وأخلاقياً ووطنياً وتجعل البلاد تتراجع عن النزر اليسير المتحقق وغير الكافي.. من اهداف الثورة والوحدة.
ولكن اعبر عن بعض المخاوف التي قد تكون ناتجة عن التعصبات: الطائفية والمناطقية والدينية.. السائدة حالياً في المنطقة العربية كالعراق ولبنان والسودان واليمن حالياً في صعدة.
إن هذه التعصبات عندما تبدأ في الظهور والاعلان عن ايديولوجياتها المنغلقة تتحول إلى مرض وانحراف مستعص على الحل والعلاج ويدفع الى سقوط الضحايا وتفتيت البلاد ويجلب التدخلات الخارجية المستهدفة سيادة البلاد وثرواتها وقد تتطور الى حرب اهلية طاحنة بسبب حالات التخلف والصراعات السلطوية المستقوية بالعصبيات المميتة.
فمهما كانت ادانتنا ومعارضتنا قوية ورفضنا شديداً إلا أننا يجب ألا نندفع إلى الخطأ بل للانحراف والضياع المناطقي رداً على سياسة الحكم المدمرة المعتمدة على تشجيع منطقة معينة بحكم كونها منطقة الرئيس. وأتفق مع الكاتب ان الرئيس لا يرضى بضياع البلاد من اجل ارضاء بعض المتنفذين والفاسدين في منطقته والذين هم الارفع مكاناً والاعلى صوتاً بسبب ادارة توازنات خاطئة تحتاج إلى اصلاح وتغيير قبل فوات الأوان واجزم ان بعض ابناء سنحان هم متضررين من الحكم وساسته ولكنهم غير قادرون على اظهار معارضتهم بصورة قوية وواضحة بسبب الضغوط الاجتماعية والقبلية عليهم. وهنا ادعو المفكرين والكتاب والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلى التغلغل في سنحان والبحث عن المناصرين الاقدر على فضح الفساد والعنجهية من اطارها الداخلي، وتشكيل تواز معارض للاستعلاء والبلطجة بمختلف صورها وتجلياتها وداعم للتلاحم الناتج عن النظام والقانون.
وهنا اختم بتحميل النظام والرئيس شخصياً مسؤوليته بحماية المظلومين بسبب تصرفات وأفعال ابناء منطقته وردع الخارجين على الدولة والنظام والقانون في قبيلته وفي أي مكان آخر فهل ما نزال نحتاج إلى احتقانات اخرى في الجسد الوطني بسبب اطماع وتصرفات وسلوكيات مستقوية بالرئيس الذي قال في خطاب ترشيحه: «لن اكون مظلة للفاسدين»؟ إننا ننتظر ذلك بدلاً من التبرير والصراخ خوفاً على الوطن والوطنية من عملاء امريكا الناطقين والمعبرين عن بعض ما نرفضه ونحتاج إلى إدانته وإزالته من حياتنا.